وممن توفي فيها من الأعيان :
، الحسن بن علي بن الجعد قاضي مدينة المنصور .
، وأبو حسان الزيادي قاضي الشرقية . واسم أبي حسان الزيادي الحسن [ ص: 431 ] بن عثمان بن حماد بن عبد الرحمن بن يزيد البغدادي ، سمع الوليد بن مسلم ، ووكيع بن الجراح ، وخلقا سواهم . وعنه والواقدي أبو بكر بن أبي الدنيا ، وعلي بن عبد الله الفرغاني الحافظ المعروف بكغط وجماعة . ترجمه في " تاريخه " . قال : وليس هو من سلالة الحافظ ابن عساكر إنما تزوج بعض أجداده بأم ولد زياد بن أبيه لزياد ، فقيل له : الزيادي ، ثم أورد من حديثه بسنده عن جابر الحلال بين والحرام بين الحديث . وروي عن الخطيب أنه قال : كان من العلماء الأفاضل من أهل المعرفة والثقة والأمانة ، ولي قضاء الشرقية في خلافة المتوكل ، وله تاريخ حسن ، وله حديث كثير . وقال غيره : كان صالحا دينا قد عمل الكتب ، وكانت له معرفة بأيام الناس ، وله تاريخ حسن ، وكان كريما مفضالا .
وقد ذكر عنه أشياء حسنة ; منها أنه أنفذ إليه بعض أصحابه يذكر أنه قد أصابته ضائقة في عيد من الأعياد ، ولم يكن عنده غير مائة دينار ، فأرسلها بصرتها إليه ، ثم سأل ذلك الرجل صاحب له أيضا [ ص: 432 ] يشكو مثل تلك الحال ، فأرسل بها إليه ، وكتب ابن عساكر أبو حسان إلى ذلك الرجل الذي أخذ المائة يستقرض منه شيئا وهو لا يشعر بالأمر ، فأرسل إليه بالمائة في صرتها ، فلما رآها تعجب من أمرها وركب إليه وسأله عن ذلك ، فذكر أن فلانا أرسلها إليه ، فاجتمع الثلاثة واقتسموا المائة دينار ، رحمهم الله وجزاهم عن مروءاتهم خيرا .
وأبو مصعب الزهري أحد رواة الموطأ عن مالك ، وعبد الله بن ذكوان أحد القراء المشاهير ، ، ومحمد بن أسلم الطوسي ، ومحمد بن رمح ، ومحمد بن عبد الله بن عمار الموصلي أحد أئمة الجرح والتعديل ، والقاضي يحيى بن أكثم .