[ ص: 334 ] ثم دخلت سنة أربعين ومائة
فيها ثار جماعة من الجند على أبي داود نائب خراسان ، وحاصروا داره ، فأشرف عليهم ، وجعل يستغيث بجنده ليحضروا إليه ، واتكأ على آجرة في الحائط ، فانكسرت به ، فسقط فانكسر ظهره ، فمات رحمه الله ، فخلفه على خراسان عصام صاحب الشرطة ، حتى قدم الأمير عليها من جهة الخليفة ، وهو عبد الجبار بن عبد الرحمن الأزدي ، فتسلم بلاد خراسان ، وقتل جماعة من الأمراء بها; لأنه بلغه عنهم أنهم يدعون إلى خلافة آل علي بن أبي طالب ، وحبس آخرين ، وأخذ نواب أبي داود بجباية الأموال المنكسرة عندهم .
وفيها حج بالناس الخليفة أبو جعفر المنصور; أحرم في الحيرة ، ورجع بعد انقضاء الحج إلى المدينة ، ثم رحل إلى بيت المقدس فزاره وصلى فيه ، ثم سلك الشام إلى الرقة ، ثم سار إلى الهاشمية; هاشمية الكوفة .
ونواب الأقاليم هم المذكورون في التي قبلها ، سوى خراسان ، فإنه مات نائبها أبو داود ، فخلفه مكانه عبد الجبار بن عبد الرحمن الأزدي .
وفيها توفي داود ابن أبي هند ، وأبو حازم سلمة بن دينار ، وسهيل بن [ ص: 335 ] أبي صالح ، وعمارة بن غزية ، . والله أعلم . وعمرو بن قيس السكوني