إن الذين ينادونك من وراء الحجرات أكثرهم لا يعقلون .
[4] ونزل بني تميم حين وفدوا على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فدخلوا المسجد، ودنوا من حجر أزواج النبي -صلى الله عليه وسلم- وهي تسعة، فعجلوا، ولم ينتظروا، ونادوا بجملتهم: يا محمد! اخرج إلينا; فإن مدحنا زين، وذمنا شين، فتربص مدة، ثم خرج -صلى الله عليه وسلم- وهو يقول: "إنما ذلكم الله الذي مدحه زين وذمه شين": إن الذين ينادونك من وراء الحجرات جمع حجرة، وهو ما يحجر عليه من الأرض بحائط، والمراد: حجرات نساء النبي -صلى الله عليه وسلم-. قرأ [ ص: 362 ] في وفد (الحجرات) بفتح الجيم، والباقون: بضمها، وهما لغتان، فكان كل واحد ينادي من وراء حجرة; لأنهم لم يتحققوا مكانه، والإنكار إنما وقع لأنهم نادوه من ظاهر الدار بجفاء وغلظة مناداة الأعراب. أبو جعفر:
أكثرهم جهال لا يعقلون إذ العقل يقتضي حسن الأدب، بني تميم، لولا أنهم من أشد الناس قتالا للأعور الدجال، لدعوت الله عليهم أن يهلكهم". وسئل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عنهم فقال: "هم جفاة
* * *