[ ص: 335 ] سورة الأحزاب
مدنية، وآيها: ثلاث وسبعون آية، وحروفها: خمسة آلاف وسبع مئة وستة وتسعون حرفا، وكلمها ألف ومئتان وثمانون كلمة.
بسم الله الرحمن الرحيم
nindex.php?page=treesubj&link=28723_30556_30561_33522nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=1يا أيها النبي اتق الله ولا تطع الكافرين والمنافقين إن الله كان عليما حكيما .
[1] روي
أن nindex.php?page=showalam&ids=12026أبا سفيان بن حرب، nindex.php?page=showalam&ids=28وعكرمة بن أبي جهل ، وأبا الأعور بن سفيان السلمي قدموا المدينة، فنزلوا على عبد الله بن أبي رأس المنافقين بعد قتال أحد، وقد أعطاهم النبي - صلى الله عليه وسلم - الأمان على أن يكلموه، فقام nindex.php?page=showalam&ids=16436عبد الله بن سعد بن أبي السرح، وطعمة بن أبيرق، ومعتب بن قشير ، وجد بن قيس ، فقالوا للنبي - صلى الله عليه وسلم -، وعنده nindex.php?page=showalam&ids=2عمر بن الخطاب رضي الله عنه: ارفض ذكر آلهتنا اللات والعزى ومناة، وقل: إن لها شفاعة لمن عبدها، وندعك وربك، فشق على النبي - صلى الله عليه وسلم - قولهم، فقال nindex.php?page=showalam&ids=2عمر : يا رسول الله! ائذن لي في قتلهم، فقال: "إني قد أعطيتهم الأمان" ، فقال nindex.php?page=showalam&ids=2عمر : اخرجوا في لعنة الله وغضبه، فأمر النبي - صلى الله عليه وسلم - nindex.php?page=showalam&ids=2عمر أن يخرجهم من المدينة، فأنزل الله [ ص: 336 ] تعالى: nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=1يا أيها النبي ، ولم يقل: يا محمد; كـ: يا آدم، ويا موسى، ويا عيسى ; تشريفا له، وأما تصريحه باسمه في قوله:
nindex.php?page=tafseer&surano=48&ayano=29محمد رسول الله [الفتح: 29] فللإعلام أنه كذلك، وللتنبيه على اتباعه. قرأ
nindex.php?page=showalam&ids=17192نافع : (النبيء) و (النبيئون) و (النبيئين) و (نبيئهم) و (الأنبئاء) و (النبوءة) بالمد والهمز حيث وقع، فيكون معناه: المخبر; من أنبأ ينبئ; لأنه إنباء عن الله، وخالفه
nindex.php?page=showalam&ids=16810قالون في حرفين من هذه السورة يأتي ذكرهما إن شاء الله تعالى، وقرأ الباقون: بترك الهمزة وتشديد الياء ، وله وجهان: أحدهما: هو أيضا من الإنباء، تركت الهمزة فيه تخفيفا; لكثرة الاستعمال، والثاني: هو بمعنى الرفع، مأخوذ من النبوة، وهو المكان المرتفع.
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=1اتق الله دم على التقوى.
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=1ولا تطع الكافرين من
أهل مكة; يعني:
nindex.php?page=showalam&ids=12026أبا سفيان، وعكرمة، وأبا الأعور. nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=1والمنافقين من
أهل المدينة: عبد الله بن أبي ،
nindex.php?page=showalam&ids=16436وعبد الله بن سعد ، وطعمة، فيما يخالف شريعتك، ويعود بوهن في الدين.
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=1إن الله كان عليما بما يكون قبل كونه
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=1حكيما فيما يخلق، وهذا تسلية للنبي - صلى الله عليه وسلم -; أي: لا عليك منهم، ولا من إيمانهم، فالله عليم بما ينبغي لك، حكيم في هدى من يشاء، وإضلال من يشاء.
* * *
[ ص: 335 ] سُورَةُ الْأَحْزَابِ
مَدَنِيَّةٌ، وَآيُهَا: ثَلَاثٌ وَسَبْعُونَ آيَةً، وَحُرُوفُهَا: خَمْسَةُ آلَافٍ وَسَبْعُ مِئَةٍ وَسِتَّةٌ وَتِسْعُونَ حَرْفًا، وَكَلِمُهَا أَلْفٌ وَمِئَتَانِ وَثَمَانُونَ كَلِمَةً.
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
nindex.php?page=treesubj&link=28723_30556_30561_33522nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=1يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ اتَّقِ اللَّهَ وَلا تُطِعِ الْكَافِرِينَ وَالْمُنَافِقِينَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا حَكِيمًا .
[1] رُوِيَ
أَنَّ nindex.php?page=showalam&ids=12026أَبَا سُفْيَانَ بْنَ حَرْبٍ، nindex.php?page=showalam&ids=28وَعِكْرِمَةَ بْنَ أَبِي جَهْلٍ ، وَأَبَا الْأَعْوَرِ بْنَ سُفْيَانَ السُّلَمِيَّ قَدِمُوا الْمَدِينَةَ، فَنَزَلُوا عَلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أُبَيٍّ رَأْسِ الْمُنَافِقِينَ بَعْدَ قِتَالِ أُحُدٍ، وَقَدْ أَعْطَاهُمُ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - الْأَمَانَ عَلَى أَنْ يُكَلِّمُوهُ، فَقَامَ nindex.php?page=showalam&ids=16436عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَعْدِ بْنِ أَبِي السَّرْحِ، وَطُعْمَةُ بْنُ أُبَيْرِقٍ، وَمُعِتِّبُ بْنُ قُشَيْرٍ ، وَجَدُّ بْنُ قَيْسٍ ، فَقَالُوا لِلنَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، وَعِنْدَهُ nindex.php?page=showalam&ids=2عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: ارْفُضْ ذِكْرَ آلِهَتِنَا اللَّاتِ وَالْعُزَّى وَمَنَاةَ، وَقُلْ: إِنَّ لَهَا شَفَاعَةً لِمَنْ عَبَدَهَا، وَنَدَعُكَ وَرَبَّكَ، فَشَقَّ عَلَى النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَوْلُهُمْ، فَقَالَ nindex.php?page=showalam&ids=2عُمَرُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ! ائْذَنْ لِي فِي قَتْلِهِمْ، فَقَالَ: "إِنِّي قَدْ أَعْطَيْتُهُمَ الْأَمَانَ" ، فَقَالَ nindex.php?page=showalam&ids=2عُمَرُ : اخْرُجُوا فِي لَعْنَةِ اللَّهِ وَغَضَبِهِ، فَأَمَرَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - nindex.php?page=showalam&ids=2عُمَرَ أَنْ يُخْرِجَهُمْ مِنَ الْمَدِينَةِ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ [ ص: 336 ] تَعَالَى: nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=1يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ ، وَلَمْ يَقُلْ: يَا مُحَمَّدُ; كَـ: يَا آدَمُ، وَيَا مُوسَى، وَيَا عِيسَى ; تَشْرِيفًا لَهُ، وَأَمَّا تَصْرِيحُهُ بِاسْمِهِ فِي قَوْلِهِ:
nindex.php?page=tafseer&surano=48&ayano=29مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ [الْفَتْحِ: 29] فَلِلْإِعْلَامِ أَنَّهُ كَذَلِكَ، وَلِلتَّنْبِيهِ عَلَى اتِّبَاعِهِ. قَرَأَ
nindex.php?page=showalam&ids=17192نَافِعٌ : (النَّبِيءُ) وَ (النَّبِيئُونَ) وَ (النَّبِيئِينَ) وَ (نَبِيئُهُمْ) وَ (الْأَنْبِئَاءُ) وَ (النُّبُوءَةُ) بِالْمَدِّ وَالْهَمْزِ حَيْثُ وَقَعَ، فَيَكُونُ مَعْنَاهُ: الْمُخْبَرُ; مِنْ أَنْبَأَ يُنْبِئُ; لِأَنَّهُ إِنْبَاءٌ عَنِ اللَّهِ، وَخَالَفَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=16810قَالُونُ فِي حَرْفَيْنِ مِنْ هَذِهِ السُّورَةِ يَأْتِي ذِكْرُهُمَا إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ: بِتَرْكِ الْهَمْزَةِ وَتَشْدِيدِ الْيَاءِ ، وَلَهُ وَجْهَانِ: أَحَدُهُمَا: هُوَ أَيْضًا مِنَ الْإِنْبَاءِ، تُرِكَتِ الْهَمْزَةُ فِيهِ تَخْفِيفًا; لِكَثْرَةِ الِاسْتِعْمَالِ، وَالثَّانِي: هُوَ بِمَعْنَى الرَّفْعِ، مَأْخُوذٌ مِنَ النَّبْوَةِ، وَهُوَ الْمَكَانُ الْمُرْتَفِعُ.
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=1اتَّقِ اللَّهَ دُمْ عَلَى التَّقْوَى.
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=1وَلا تُطِعِ الْكَافِرِينَ مِنْ
أَهْلِ مَكَّةَ; يَعْنِي:
nindex.php?page=showalam&ids=12026أَبَا سُفْيَانَ، وَعِكْرِمَةَ، وَأَبَا الْأَعْوَرِ. nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=1وَالْمُنَافِقِينَ مِنْ
أَهْلِ الْمَدِينَةِ: عَبْدَ اللَّهِ بْنَ أُبَيٍّ ،
nindex.php?page=showalam&ids=16436وَعَبْدَ اللَّهِ بْنَ سَعْدٍ ، وَطُعْمَةَ، فِيمَا يُخَالِفُ شَرِيعَتَكَ، وَيَعُودُ بِوَهْنٍ فِي الدِّينِ.
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=1إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا بِمَا يَكُونُ قَبْلَ كَوْنِهِ
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=1حَكِيمًا فِيمَا يَخْلُقُ، وَهَذَا تَسْلِيَةٌ لِلنَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -; أَيْ: لَا عَلَيْكَ مِنْهُمْ، وَلَا مِنْ إِيمَانِهِمْ، فَاللَّهُ عَلِيمٌ بِمَا يَنْبَغِي لَكَ، حَكِيمٌ فِي هُدَى مَنْ يَشَاءُ، وَإِضْلَالِ مَنْ يَشَاءُ.
* * *