قل للمخلفين من الأعراب ستدعون إلى قوم أولي بأس شديد تقاتلونهم أو يسلمون فإن تطيعوا يؤتكم الله أجرا حسنا وإن تتولوا كما توليتم من قبل يعذبكم عذابا أليما .
[16] قل للمخلفين من الأعراب عن الحديبية، وكرر ذكرهم بهذا الاسم [ ص: 342 ] مبالغة في الذم، وإشعارا بشناعة التخلف; أي: قل لهم إن كنتم تريدون الغزو:
ستدعون إلى قوم أولي بأس شديد وهم فارس والروم، أو هم بنو حنيفة والمرتدون، قال يتركب على هذا القول أن الآية مؤذنة بخلافة منذر بن سعيد: وعمر -رضي الله عنهما- لأن أبا بكر قاتل أهل الردة، أبي بكر قاتل فارس والروم. وعمر
تقاتلونهم أو يسلمون أي: يكون أحد الأمرين لا غير، ومن عداهم يقاتل حتى يسلم، أو يعطي الجزية.
وعن قال: والله لقد كنا نقرأ هذه الآية فيما مضى ولا نعلم من هم، حتى دعا رافع بن خديج إلى قتال أبو بكر بني حنيفة، فعلمنا أنهم أريدوا.
فإن تطيعوا يؤتكم الله أجرا حسنا هو الغنيمة في الدنيا، والجنة في الآخرة وإن تتولوا تعرضوا كما توليتم من قبل عام الحديبية.
يعذبكم عذابا أليما وهو النار.
* * *