ويوم يعرض الذين كفروا على النار أذهبتم طيباتكم في حياتكم الدنيا واستمتعتم بها فاليوم تجزون عذاب الهون بما كنتم تستكبرون في الأرض بغير الحق وبما كنتم تفسقون .
[20] ويوم أي: واذكر يوم يعرض الذين كفروا على النار وهذا العرض هو بالمباشرة كما تقول: عرضت العود على النار، والجاني على السوط، فيقال لهم:
أذهبتم طيباتكم المعدة لكم في الجنة لو آمنتم. باشتغالكم بلذاتكم في حياتكم الدنيا قرأ نافع، والكوفيون: (أذهبتم) بهمزة مفتوحة واحدة على الخبر، وقرأ الباقون، وهم: وأبو عمرو، ابن عامر، وابن [ ص: 295 ] كثير، وأبو جعفر، بهمزتين على الاستفهام، وهم على أصولهم، ويعقوب: عن فابن ذكوان يحقق الهمزتين على الأصل، ابن عامر عنه بهمزة ومدة; لأنها همزة استفهام دخلت على همزة القطع، فجعلت همزة القطع بين الهمزة والألف، والثلاثة يحققون الهمزة الأولى، ويسهلون الثانية، وهشام على أصله في إدخال ألف بين الهمزة المحققة والملينة، وكلاهما فصيحان; لأن العرب تستفهم بالتوبيخ، وتترك الاستفهام فتقول: أذهبت ففعلت كذا، وذهبت ففعلت كذا. وأبو جعفر
واستمتعتم تمتعتم بها فما بقي لكم منها شيء.
فاليوم تجزون عذاب الهون الهوان بما كنتم تستكبرون في الأرض بغير الحق وبما كنتم تفسقون تخرجون عن طاعة الله.
قال -رضي الله عنهما-: رأى جابر بن عبد الله -رضي الله عنه- لحما معلقا في يدي، فقال: ما هذا يا عمر بن الخطاب قلت: اشتهيت لحما فاشتريته، فقال جابر؟ أوكلما اشتهيت يا عمر: اشتريت؟ أما تخاف هذه الآية: جابر أذهبتم طيباتكم في حياتكم الدنيا . [ ص: 296 ]
وعن -رضي الله عنها- قالت: ما شبع آل عائشة محمد خبز الشعير يومين متتابعين حتى قبض رسول الله -صلى الله عليه وسلم-.
* * *