قل ادعوا الله أو ادعوا الرحمن أيا ما تدعوا فله الأسماء الحسنى ولا تجهر بصلاتك ولا تخافت بها وابتغ بين ذلك سبيلا .
[110] قال رضي الله عنه : ابن عباس "سجد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بمكة ذات ليلة فجعل يقول في سجوده يا الله يا رحمن" ، فقال أبو جهل : إن محمدا ينهانا عن آلهتنا ، وهو يدعو إلهين ، فأنزل الله : قل ادعوا الله أو ادعوا الرحمن المعنى : أنهما اسمان لواحد ، فإن دعوتموه بالله ، فهو ذلك ، [ ص: 141 ] وإن دعوتموه بالرحمن ، فهو ذلك . قرأ ، عاصم : (قل ادعوا ) (أو ادعوا ) بكسر اللام والواو في الوصل ، وافقهما يعقوب في كسر اللام فقط ، وقرأ الباقون : بضمهما . وحمزة
أيا ما تدعوا و (ما ) صلة ، مجازه : أيا تدعو ؛ كقوله (عما قليل ) و (جند ما هنالك ) ، وتقديره : أي الأسماء تدعو به ، فأنت مصيب ، ووقف ، حمزة والكسائي ، ورويس عن على قوله : (أيا ) دون (ما ) ، وعوضوا من التنوين ألفا ، ويبتدئون (ما تدعوا ) بتقدير : الذي تدعوه ، ووقف الباقون على (ما ) . يعقوب
فله سبحانه الأسماء الحسنى التي تقتضي أفضل الأوصاف .
ولا تجهر بصلاتك أي : بقراءتك في صلاتك ، فيسبك المشركون .
ولا تخافت بها ولا تخفيها عن أصحابك المصلين معك .
وابتغ بين ذلك الفعل ، وهو الجهر ، والمخافة .
سبيلا طريقا وسطا .
* * *