يا أيها النبي قل لمن في أيديكم من الأسرى إن يعلم الله في قلوبكم خيرا يؤتكم خيرا مما أخذ منكم ويغفر لكم والله غفور رحيم .
[70] يا أيها النبي قل لمن في أيديكم من الأسرى قرأ أبو عمرو، (الأسارى) بضم الهمزة وفتح السين وبعدها ألف على وزن فعالى، وقرأ الباقون: (الأسرى) بفتح الهمزة وإسكان السين من غير ألف بعدها على وزن فعلى، وهم على أصولهم في الإمالة كما تقدم [ ص: 138 ] قريبا أي: قل للأسارى الذين ملكتهم وأخذت منهم الفداء: وأبو جعفر؛
إن يعلم الله في قلوبكم خيرا خلوص إيمان.
يؤتكم خيرا مما أخذ منكم من الفداء بأن يضعفه لكم في الدنيا، ويثيبكم عليه في الأخرى.
ويغفر لكم والله غفور رحيم روي أنها نزلت في رضي الله عنه، كلفه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن يفدي نفسه وابني أخويه العباس عقيل بن أبي طالب ونوفل بن الحارث، فقال: يا محمد! تركتني أتكفف قريشا ما بقيت، فقال: فأين الذهب الذي دفعته إلى أم الفضل وقت خروجك، وقلت لها: إني لا أدري ما يصيبني في وجهي هذا، فإن حدث لي حدث، فهو لك ولعبد الله وعبيد الله والفضل فقال: وما يدريك؟ فقال: "أخبرني به ربي تعالى"، فقال: فأشهد أنك صادق، وأن لا إله إلا الله، وأنك رسوله، والله! لم يطلع عليه أحد إلا الله، ولقد دفعته إليها في سواد الليل، قال وقثم" فأبدلني الله منها عشرين عبدا كلهم تاجر يضرب بمال كثير، وأدناهم يضرب بعشرين ألف درهم مكان العشرين أوقية، وأعطاني زمزم، وما أحب أن لي بها جميع أموال أهل العباس: مكة، وأنا أنتظر المغفرة من ربي.
* * *