الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                            صفحة جزء
                                                                                                                                            ( 8162 ) فصل : فإن ناداه بحيث يسمع ، فلم يسمع ، لتشاغله ، أو غفلته ، حنث . نص عليه أحمد فإنه سئل عن رجل حلف أن لا يكلم فلانا ، فناداه ، والمحلوف عليه لا يسمع ؟ قال : يحنث . لأنه قد أراد تكليمه ، وهذا لكون ذلك يسمى تكليما ، يقال : كلمته ، فلم يسمع . وإن كان ميتا ، أو غائبا ، أو مغمى عليه ، أو أصم لا يعلم بتكليمه إياه ، لم يحنث . وبهذا قال الشافعي . وحكي عن أبي بكر أنه يحنث بنداء الميت ; لأن النبي صلى الله عليه وسلم كلمهم وناداهم ، وقال : { ما أنتم بأسمع لما أقول منهم } .

                                                                                                                                            ولنا ، قوله تعالى : { وما أنت بمسمع من في القبور } . ولأنه قد بطلت حواسه ، وذهبت نفسه ، فكان أبعد من السماع من الغائب البعيد ، لبقاء الحواس في حقه ، وإنما كان ذلك من النبي صلى الله عليه وسلم كرامة له ، وأمرا اختص به ، فلا يقاس عليه غيره .

                                                                                                                                            التالي السابق


                                                                                                                                            الخدمات العلمية