الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                صفحة جزء
                                                                                                                                ولو نسي القاضي مذهبه فقضى بشيء ، على ظن أنه مذهب نفسه ، ثم تبين أنه مذهب خصمه ؟ ذكر في شرح الطحاوي : أن له أن يبطله ، ولم يذكر الخلاف ; لأنه إذا لم يكن مجتهدا - تبين أنه قضى بما لا يعتقده حقا ، فتبين أنه وقع باطلا ، كما لو قضى وهو يعلم أن ذلك مذهب خصمه ، وذكر في أدب القاضي : أنه يصح قضاؤه عند أبي حنيفة ، وعندهما لا يصح ، لهما أن القاضي مقصر ; لأنه يمكنه حفظ مذهب نفسه ، وإذا لم يحفظ فقد قصر ، والمقصر غير معذور ، ولأبي حنيفة : أن النسيان غالب - خصوصا عند تزاحم الحوادث - فكان معذورا ، هذا إذا لم يكن القاضي من أهل الاجتهاد ، فأما إذا كان من أهل الاجتهاد ، ينبغي أن يصح قضاؤه في الحكم ، بالإجماع ، ولا يكون لقاض آخر أن يبطله ; لأنه لا يصدق على النسيان ، بل يحمل على أنه اجتهد ، فأدى اجتهاده إلى مذهب خصمه فقضى به ، فيكون قضاؤه باجتهاده فيصح .

                                                                                                                                التالي السابق


                                                                                                                                الخدمات العلمية