السؤال
السلام عليكم.
أعاني مشكلة مع أهلي بسبب عدم استماعهم لي، والسبب في ذلك أنني طلبت أن أتزوج من فتاةٍ أحببتها، وأريد أن تكون شريكة حياتي.
السلام عليكم.
أعاني مشكلة مع أهلي بسبب عدم استماعهم لي، والسبب في ذلك أنني طلبت أن أتزوج من فتاةٍ أحببتها، وأريد أن تكون شريكة حياتي.
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ العزيز/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فنسأل الله العظيم أن يقدر لك الخير حيث كان ثم يرضيك به، ونسأله تبارك وتعالى أن يرزقنا السداد في أقوالنا وأفعالنا وأحوالنا، وأن يلهمنا رشدنا.
فليت شبابنا يخبرون أهلهم قبل الدخول في المشروع العاطفي حتى لا يدخلوا أنفسهم وذويهم في الحرج، ولن يعدموا في تلك الحالة من نصح الناصحين وتوجيه الآباء والمربين، وكم تمنينا أن ينتبه شبابنا لآداب الشريعة وأحكامها في الخطبة والاختيار، ولا شك أن عدم علم الأهل إلا في وقت متأخر يكون دائماً من أهم أسباب الرفض، كما أن مخالفة أحكام الدين تحرم الإنسان من التوفيق، فإن للمعاصي شؤمها وآثارها، وربما يحرم الإنسان الرزق بالذنب يصيبه.
ونحن لا ننصح الشاب بمخالفة أهله، وركوب رأسه والإصرار على رأيه حتى لو أغضب ذلك الوالدين، ولا يستطيع الإنسان أن يعش بمعزل عن أهله، ولن يسعد مع زوجة لا يرتضيها أهله، خاصة إذا لم تكن صاحبة دين.
وأرجو أن تجتهد في تلطيف الجو وتطلب وساطة العقلاء من الأعمام والأخوال والدعاة مع ضرورة زيادة البر والاحترام لأبويك والاجتهاد في اللجوء إلى من يجيب من دعاه، وأرجو أن تكون الفتاة صاحبة دين ومن بيت كريم، وأن تكون مناسبة لك من حيث عمرها وثقافتها، ومتقاربة معك ومع أسرتك في العادات والتقاليد، وأن كل هذه الأشياء مما يساعد على قبول الوالدين والأهل بتلك الفتاة.
ولا يخفى عليك أن حسن العرض يساعد على الاستماع الإيجابي الذي يوصل إلى القبول، وننصحك بعدم التوسع في العلاقات مع تلك الفتاة قبل حسم هذه القضية.
ولست أدري هل هذه الفتاة صاحبة دين؟ وما هي أسباب رفض أسرتك فإن الأمور لا تتضح إلا بعد الإجابة على السؤالين أعلاه؟ وللفقهاء كلام لطيف في ذلك فإنهم يرجحون سماع كلام الأب إذا كان صاحب دين، بخلاف كلام الأم التي ربما يكون رفضها مجرد غيرة على ولدها وخوفها من ميل ولدها إلى زوجته، والحل في كل ذلك بيد الرجل الذي ينبغي أن يطمئن والده ويبرهن على استمرار البر بهما والإحسان لهما بل وزيادته بعد الزواج.
ولن يخيب إنسان يستشير إخوانه ويستخير ربه ويتطلع إلى رضا والديه، فكن أنت ذلك الرجل وتوجه إلى من يجيب المضطر إذا دعاه، ويكشف السوء.
ونسأل الله أن يغفر ذنبك، وأن يستر عيبك.