الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

غضب مني أهلي بسبب فسخي لخطبتي، فماذا أفعل؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

فسخت خطبتي من فتاة لأنها تجاوزت الحد في الكلام، وأخطأت في حق أخي، وبعد فسخ الخطبة أهلي يقولون إنهم لن يسامحوني، وإنهم غير راضين عني، ويتدخلون في حياتي الشخصية، هل هذا الأمر عادي؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ زعموم حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبًا بك - أخي الفاضل - في استشارات إسلام ويب، ونسأل الله أن يوفقنا وإياك لصالح القول والعمل.

أخي الفاضل: الأساس في الخِطبة أنها مجرد وعد بالزواج، ولا يزال الخاطب أجنبيًا عن خطيبته، فإن شاء مضى في الزواج، وإن شاء ترك، وكذلك بالنسبة للمخطوبة وأهلها، وبالتالي فإن تبين للخاطب أو للمخطوبة خلال فترة الخطبة ما يدعو إلى فسخ هذه الخِطبة، كفساد الأخلاق، وقلة الدين، أو انحراف ونحوه فلا بأس من فسخ الخطبة بالمعروف، ولكن لا يُقدم الشخص على ذلك، إلا أن يكون هناك سبب وجيه ومقنع، لا أن تكون لحظات انفعال أو غضب، فعرض المسلم مصان، ولا يجوز اتهامه أو الافتراء عليه بغير وجه حق.

أما بالنسبة لأهلك: فالأصل أن تحرص على رضاهم ودوام مودتهم، والابتعاد عن كل ما يُفسد علاقة الرّحم والقُربى بينكم، ولا يحق لأهلك أن يتدخلوا في قرار زواجك أو فسخ الخطبة ما دام أن هذه الفتاة مرضيَّة في دينها وخُلقها واستقامتها، أما إن كانت هذه الفتاة على غير صلاح، وغير خُلق ودين، فلا بُد من طاعة الوالدين وتقديم حقهما على النفس؛ لأنهما يريدان لك الأفضل والخير.

ولعل اعتراض أهلك على فسخ الخِطبة لمصلحة يعرفونها، أو لكون الأسباب غير معروفة، أو غير مقنعة، أو لرغبتهم في حل المشكلة بالحوار؛ لذلك ننصحك - أخي الفاضل - ببعض الأمور:
أولاً: أن تحرص على بقاء أواصر القربى، وأن لا تفسد ما بينك وبين أهلك، وننصحك كذلك أن توضح لأهلك الأسباب والمبررات المقنعة لفسخ هذه الخطبة، وما دفعك لذلك، وأن تحاول إقناعهم بالمعروف والحسنى.

كما ننصحك أن تحرص عند زواجك على اختيار الزوجة ذات الصلاح، والتقوى، والخُلق والدين، كما وصانا النبي - صلى الله عليه وسلم - بذلك فقال: (تنكح المرأة لأربع: لمالها، ولحسبها، وجمالها، ولدينها، فأظفر بذات الدين، تربت يداك)، فذات الدين تتقي الله تعالى في زوجها، وتراعي حقه وحق أولاده وبيته، فاحرص على ذات الدين والتقوى حتى تؤسس بيتك على تقوى من الله ورضوان.

أسأل الله أن يوفقك للخير ويدلك عليه.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأكثر مشاهدة

الأعلى تقيماً