السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أنا شاب عمري 26 عاما، قد قمت بخطبة فتاة منذ عدة أشهر، لم أجد نفسي أشعر بالراحة النفسية معها، ولم أجد منها ما كنت أتمناه! كنت عندما أنظر لها أشعر أنني قد ظلمت نفسي بخطبتها؛ ولعل السبب في خطبتها أنها قريبتي، ولعلي أظنكم تعلمون أننا نعيش في مجتمعات ترغب بشدة في زواج الأقارب، وبعد فترة من الخطبة لم أجد بيني وبينها تفاهما، وأقصد هنا أنني أحتاج لكي أعيد كلامي أكثر من مرة لكي تفهمني، وكنت عندما أذهب لها أشعر بأنني بحاجة إلى البكاء والقهر من داخلي؛ لأني خطبت فتاة دون المستوى المُرضي، وأنا لم أطلب فتاة هلامية من عالم آخر! ولكني أطلب فتاة فقط إذا نظرت لها سرتني.
بعد ستة أشهر من الخطبة، وكان ذلك بضغط من الأسرة لاستكمال الأمر شعرت بالانفجار، وفسخت الخطوبة، وبعد فسخها شعرت بالراحة النفسية التي كنت أنعم بها قبل خطبتها، والشعور بالأمل في الحياة، والتفاؤل الذي كان يملؤني قبل خطبتها، ولكني الآن أرى الناس تنظر لي على أني شاب خرجت عن طوع والدتي، التي كانت ترغب في هذه العروس وبشدة، ويعاملونني بنوع من الجفاء لم يكن مسبوقا.
أنا أعلم أنها لم تكن فتاة سيئة، ولكني أتمنى مثلي مثل أي رجل أن أنعم بحياة سعيدة، والآن تولد عندي شعور بالذنب مما حدث، وأشعر بأنني أريد البكاء والندم على خطبة هذه الفتاة من البداية، والله العظيم!
لقد كانت حياتي مليئة بالأحلام والطموح في مستقبلي، إلى أن دخلت هذه الفتاة حياتي فسرعان ما أربكت حياتي، وغيرتها للأسوأ، وأنا الآن أشعر بأني غير قادر على تحمل المسئولية، أو حتى على الأقل أخاف أن أخطب ثانية سواء حاليا أو بعد فترة من الزمن، فأشعر بأنني لن أختار فتاة تصلح لي، وكنت كل ما أتمناه أن أشعر بالراحة.
أمي لا تزال تدعو حتى الآن أن أعود لها؛ مما يشعرني بالخوف من العودة لها، ودائما ما يراودني هاجس يقول لي: سوف تعود لها! مما يزيدني خوفا وقلقا وحيرة.
أرجو من الله أن تتزوج رجلا أفضل مني لها، وإني أشعر بالظلم تجاه نفسي لو تزوجت هذه الفتاة، (والله لم أرَ مثلها قط في حياتي!) وإن أمي تقول لي: أني انحسدت، ولكني أشعر بالضيق تجاه الفتاة منذ البداية، كانت مثل الكابوس الذي يراودني.
أسأل نفسي دائما أن يعطي لعباده زوجات يكونوا لهم مودة ورحمة، والله كنت أخشى لو تزوجتها أن أعاملها معاملة لا تليق بها، وتعيش حياة تندم على دخولها منذ البداية، أو أعاملها بغلظة؛ لأنني لم أرغب بها منذ البداية، وكنت لا أتخيل حياتي معها، وإني أبحث عن السعادة في حياتي، وأن أسعى لكي أعيش حياة زوجية سعيدة؛ لأني أعلم أن هناك الكثير من المشاكل بعد الزواج وفي الخطبة.
الآن أتمنى منكم أن تساعدوني على أن أستعيد طبيعة حياتي التي كنت أعيشها، وكنت مستمتعا بها، فأنا أغضب دائما عندما أتذكر أنني كنت خاطبا تلك الفتاة، والله كنت أريد الزواج من فتاة أرتضيها وترضيني.
علما بأني ميسور الحال، لدي الشقة والأموال اللازمة للزواج، والعمل الذي أجني منه الأموال اللازمة للحياة.
وأسئلتي هي:
1- كم يحتاج الرجل لكي يفصل بين خطبتين؟
2- كيف يمكنني أن أختار زوجتي في المرة القادمة بعد التدين والأصل والجمال؟ وما هي مقاييس التدين لدى الفتاة؟
3- إذا كان هناك أدعية يمكن أن أدعو بها حتى يذهب الله عني الهم والغم والحزن وشماته الناس.
4- قول الله تعالى: ((والطيبون للطيبات))، هل هذا يعنى إذا كان هناك رجل متوسط التدين سيتزوج فتاة متوسطة التدين؟ وما هو المقياس أو المعيار في قول المولى -عز وجل-؟