الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                صفحة جزء
                                                                                                                                                16225 ( أخبرنا ) أبو عبد الله الحافظ ، وأبو سعيد بن أبي عمرو ، قالا : ثنا أبو العباس : محمد بن يعقوب ، ثنا يحيى بن أبي طالب ، أنبأ عبد الوهاب [ ص: 178 ] بن عطاء ، أنبأ سعيد - هو ابن أبي عروبة ، عن قتادة في قوله - عز وجل - : ( ياأيها الذين آمنوا من يرتد منكم عن دينه فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه ) الآية كلها . قال : نزلت هذه الآية وقد علم الله أنه سيرتد مرتدون من الناس ، فلما قبض الله رسوله - صلى الله عليه وسلم - ارتد الناس عن الإسلام إلا ثلاثة مساجد : أهل المدينة ، وأهل مكة ، وأهل جواثا من أهل البحرين من عبد القيس ، وقالت العرب : أما الصلاة فنصلي ، وأما الزكاة فوالله ، لا نغصب أموالنا . فكلم أبو بكر - رضي الله عنه - أن يتجاوز عنهم ، ويخلي عنهم ، وقيل له : إنهم لو قد فقهوا لأعطوا الزكاة طائعين ، فأبى عليهم أبو بكر - رضي الله عنه - قال : والله ، لا أفرق بين شيء جمع الله بينه ، والله لو منعوني عناقا مما فرض الله ورسوله لقاتلتهم عليه ، فبعث الله عليهم عصائب ، فقاتلوا على ما قاتل عليه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حتى أقروا بالماعون : وهي الزكاة المفروضة ، ثم إن وفد العرب قدموا عليه فخيرهم بين خطة مخزية أو حرب مجلية ، فاختاروا الخطة ، وكانت أهون عليهم أن يشهدوا أن قتلاهم في النار ، وقتلى المسلمين في الجنة ، وما أصاب المسلمون من أموالهم فهو حلال ، وما أصابوا من المسلمين ردوه عليهم .

                                                                                                                                                التالي السابق


                                                                                                                                                الخدمات العلمية