الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                صفحة جزء
                                                                                                                                                12119 ( أخبرنا ) أبو سعيد بن أبي عمرو ، أنا أبو عبد الله محمد بن يعقوب ، ثنا محمد بن نصر ، ثنا محمد بن بكار ( ح وأنا ) أبو بكر محمد بن إبراهيم الفارسي ، أنا إسماعيل الخلالي ، وأنا أبو يعلى ، ثنا محمد بن بكار ، ثنا عبد الرحمن بن أبي الزناد ، عن أبيه ، عن خارجة بن زيد بن ثابت ، عن أبيه ، أن معاني هذه الفرائض وأصولها عن زيد بن ثابت - رضي الله عنه - وأما التفسير ، فتفسير أبي الزناد على معاني زيد بن ثابت ، قال : وميراث الجد أبي الأب مع الإخوة من الأب والأم ، أنهم يخلفون ، ويبدأ بأحد إن شركهم من أهل الفرائض ، فيعطى فريضته ، فما بقي للجد والإخوة من شيء ، فإنه ينظر في ذلك ، ويحسب أنه أفضل لحظ الجد الثلث مما يحصل له وللإخوة ، أم يكون أخا ويقاسم الإخوة فيما حصل لهم وله للذكر مثل حظ الأنثيين ، أو السدس من رأس المال كله فارغا ، فأي ذلك ما كان أفضل لحظ الجد أعطيه ، وكان ما بقي بعد ذلك بين الإخوة للأم والأب ، للذكر مثل حظ الأنثيين ، إلا في فريضة واحدة تكون قسمتهم فيها على غير ذلك : وهي امرأة توفيت وتركت زوجها وأمها وجدها وأختها لأبيها ، فيفرض للزوج النصف [ ص: 251 ] وللأم الثلث وللجد السدس وللأخت النصف ، ثم يجمع سدس الجد ونصف الأخت ، فيقسم أثلاثا للجد منه الثلثان ، وللأخت الثلث ، وميراث الإخوة من الأب مع الجد إذا لم يكن معهم إخوة لأم وأب كميراث الإخوة من الأم والأب سواء ذكرهم كذكرهم وأنثاهم كأنثاهم ، فإذا اجتمع الإخوة من الأب والأم والإخوة من الأب ، فإن بني الأم والأب يعادون الجد ببني أبيهم ، فيمنعوه بهم كثرة الميراث ، فما حصل للإخوة بعد حظ الجد من شيء ، فإنه يكون لبني الأم والأب خاصة دون بني الأب ، ولا يكون لبني الأب منه شيء ، إلا أن يكون بنو الأم والأب إنما هي امرأة واحدة ، فإن كانت امرأة واحدة ، فإنها تعاد الجد ببني أبيها ما كانوا ، فما حصل لها ولهم من شيء ، كان لها دونهم ما بينها وبين أن تستكمل نصف المال كله ، فإن كان فيما يحاز لها ولهم فضل عن نصف المال كله ، فإن ذلك الفضل يكون بين بني الأب ، للذكر مثل حظ الأنثيين ، فإن لم يفضل شيء فلا شيء لهم .

                                                                                                                                                التالي السابق


                                                                                                                                                الخدمات العلمية