الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                فنظر نظرة في النجوم فقال إني سقيم فتولوا عنه مدبرين

                                                                                                                                                                                                في النجوم في علم النجوم أو في كتابها أو في أحكامها ، وعن بعض الملوك أنه سئل عن مشتهاه ، فقال : حبيب أنظر إليه ، ومحتاج أنظر له ، وكتاب أنظر فيه . كان القوم نجامين ، فأوهمهم أنه استدل بأمارة في علم النجوم على أنه يسقم فقال إني سقيم إني مشارف للسقم وهو الطاعون ، وكان أغلب الأسقام عليهم ، وكانوا يخافون العدوى ليتفرقوا عنه ، فهربوا منه إلى عيدهم وتركوه في بيت الأصنام ليس معه أحد ، ففعل بالأصنام ما فعل . فإن قلت : كيف جاز له أن يكذب ؟ قلت : قد جوزه بعض الناس في المكيدة في الحرب والتقية ، وإرضاء الزوج والصلح بين المتخاصمين والمتهاجرين . والصحيح : أن الكذب حرام إلا إذا عرض وورى ، والذي قاله إبراهيم عليه السلام معراض [ ص: 217 ] من الكلام ، ولقد نوى به أن من في عنقه الموت سقيم . ومنه المثل : كفى بالسلامة داء . وقول لبيد [من الكامل ] :


                                                                                                                                                                                                فدعوت ربي بالسلامة جاهدا ليصحني فإذا السلامة داء



                                                                                                                                                                                                وقد مات رجل فجأة فالتف عليه الناس وقالوا : مات وهو صحيح ، فقال أعرابي : أصحيح من الموت في عنقه . وقيل : أراد : إني سقيم النفس لكفركم .

                                                                                                                                                                                                التالي السابق


                                                                                                                                                                                                الخدمات العلمية