الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                      صفحة جزء
                                                                      3895 حدثنا زهير بن حرب وعثمان بن أبي شيبة قالا حدثنا سفيان بن عيينة عن عبد ربه يعني ابن سعيد عن عمرة عن عائشة قالت كان النبي صلى الله عليه وسلم يقول للإنسان إذا اشتكى يقول بريقه ثم قال به في التراب تربة أرضنا بريقة بعضنا يشفى سقيمنا بإذن ربنا [ ص: 309 ]

                                                                      التالي السابق


                                                                      [ ص: 309 ] ( يقول للإنسان إذا اشتكى ) ولفظ مسلم " كان إذا اشتكى الإنسان الشيء منه أو كانت به قرحة أو جرح " ( يقول ) يشير ( بريقه ثم قال ) أي : أشار ( به ) أي : بالريق وعند مسلم قال النبي - صلى الله عليه وسلم - بأصبعه هكذا ووضع سفيان سبابته بالأرض ثم رفعها .

                                                                      قال النووي : ومعنى الحديث أنه يأخذ من ريق نفسه على إصبعه السبابة ثم يضعها على التراب فيعلق بها منه شيء فيمسح به على الموضع الجريح أو العليل ويقول هذا الكلام في حال المسح ( تربة أرضنا ) هو خبر مبتدأ محذوف أي : هذه تربة أرضنا ( بريقة بعضنا ) أي : ممزوجة بريقه . ولفظ البخاري : بسم الله تربة أرضنا وريقة بعضنا وهذا يدل على أنه كان يتفل عند الرقية .

                                                                      قال النووي : المراد بأرضنا هاهنا جملة الأرض وقيل : أرض المدينة خاصة لبركتها والريقة أقل من الريق ( يشفى ) بصيغة المجهول علة للممزوج . قاله السندي ( بإذن ربنا ) متعلق يشفى .

                                                                      [ ص: 310 ] قال المنذري : وأخرجه البخاري ومسلم والنسائي وابن ماجه .




                                                                      الخدمات العلمية