الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
        المبحث الثالث

        علم المقاصد وفقه الواقع والمحل

        قيمة مركزية لنجاح الداعية

        يجدر بنا ونحن نتناول المبحث الثالث أن نبين ونرسم الحدود الدنيا المطلوبة لثقافة وزاد ومعارف الداعية الضرورية والأساسية؛ لأننا من خلالها يمكننا التحقق من أهمية ومكانة علم المقاصد وفقه الواقع ومحطات إحداثيات تنزيل النص على المحل المعني والمستقبل، لنستيقن من أن التمكن من هذه المعارف والعلوم هو السبيل الوحيد -بالإضافة إلى سائر العلوم والأركان- لنجاح الداعية في عمله الدعوي.

        والمطلع على رفوف المكتبة الإسلامية يكتشف الكثير من أعلام الفقه والدعوة الإسلامية ممن كتب في ثقافة وزاد وعدة الداعية، فقد ألف في هذا الفن الجليل الكثير من الفقهاء والدعاة القدامى في باب درجات وطبقات المجتـهدين، كـ "عمدة السـالك وعدة الناسك" لـ "ابن النقـيب الشـافعي" [1] ، وسائر المصنفين في علوم الأصول والفقه والحديث والتاريخ والرجال.. ثم الذين [ ص: 110 ] يلونهم من كل عصر ومصر، وصولا لعصر النهضة الإسلامية في القرن الثالث عشر الهجري كالشيخ المصلح "محمد بن علي السنوسي الكبير"، وحكيم الشرق الشيخ "جمال الدين الأفغاني"، وتلامذته الكثيرين كـ "عبد القادر المغربي"، ولاسيما تلميذه الشيخ المصلح "محمد عبدة المصري"، وتلامذته كالشيخ "مصطفى صبري"، وغيرهم.

        ومن الـمحدثين من أمثال الشيخ: "محمد الخضر حسين" وكتابه القيم "الدعوة إلى الإصلاح" [2] ، و"محمد إقبال"، و"أبو الأعلى المودودي" وسلسلة كتبه الدعوية والفكرية والحضارية والحركية القيمة، و"محمد الغزالي" وسلسلة كتبه الدعوية والتنويرية والفكرية القيمة جدا، و"أحمد ديدات" وكتبه المتميزة في مقارعة التبشير والمبشرين، و"عبد السلام ياسين" وسلسلة كتبه المتنوعة، و"فتحي يكن"، وسلسلة كتيباته الدعوية، و"سعيد رمضان البوطي" وسلسلة كتبه الدعوية، و"سميح عاطف الزين" وكتابه القيم "صـفات الداعية"، و"جمعة أمين" وكتابه "الدعوة قواعد وأصول"، و"طه جابر العلواني" وكتابه "أدب الاختلاف في الإسلام"، و"عبد الكريم زيدان" وكتابه الشهير "أصول الدعوة"، و"محمد أبو الفتح البيانوني" وكتابه القيم "القواعد الشـرعية ودورها في ترشـيد العمل الدعوي"، و"عبد الرحمن حسن حبنكة"، و"همام سعيد" وكتبه الدعوية، و"عمر عبيد حسنه" وكتبه [ ص: 111 ] الدعوية ومقدماته القيمة والرائعة لـ "كتاب الأمة"، و"محمد سيد محمد" وكتـابه القيـم "المسـؤوليـة الإعـلاميـة في الإسـلام" [3] ، و"عبد الله الزبـير عبد الرحمن" وكتابه "من مرتكزات الخطاب الدعوي في التبليغ والتطبيق" و"دعوة الجماهير: مكونات الخطاب ووسائل التسديد"، و"معتصم بابكر مصطفى" وكتابه "من أساليب الإقناع في القرآن الكريم"، وغيرها مما امتلأت به هوامش الدراسة [4] .

        فما هي أدوات الداعية الناجح؟

        من هنا ننطلق لتبيين دور علم المقاصد وفقه الواقع ومحل التنزيل لنجاح الداعية عبر المبحث الثالث، الذي يتضمن المطالب الآتية:

        1- المطلب الأول: أدوات وثقافة وعدة الداعية الناجح.

        2- المطلب الثاني: علم المقاصـد وفقـه الواقع والمحل قيـمة مركزيـة لنجاح الداعية.

        [ ص: 112 ]

        التالي السابق


        الخدمات العلمية