الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
              1- الظلم الاقتصادي:

              هذا النوع من الظلم يمارسه من يملك أسباب القوة من أصحاب المكانة والجاه والتجار والأغنياء في معاملاتهم الاقتصادية المختلفة، فيغصبون حقوق الفقراء والضعفاء، وفي وقتنا الحاضر يستشري هذا الظلم ليخلف مئات الملايين من الجوعى والمعدمين والفقراء، الذين هم ضحايا سياسات الاستغلال والتبعية والعولمة، التي يمارسها الأقوياء والأغنياء، دولا وأفرادا، ومن أهم صور الظلم الاقتصادي الشائعة في وقتنا الحاضر ما يلي [1] :

              - غياب العدالة وسوء توزيع الدخول والثروات وزيادة الأغنياء غنا والفقراء فقرا.

              - الاحتكار والارتفاع غير المبرر للأسعار وضعف الانسجام بين الرواتب والأجور وتكاليف المعيشة.

              - الغش وتطفيف الميزان والتزوير.

              - الرشـوة والاختـلاس والاعتداء على المال العام وأموال (الغير) دون حق شرعي.

              - الكسب غير المشروع.

              - خيانة الأمانة وضياع الحقوق. [ ص: 87 ]

              - الفساد والمحسوبية وغياب تكافؤ الفرص بين الناس.

              - القوانين الظالمة، التي لا تنصف العامل والموظف من صاحب العمل.

              - التعامل بالربا.

              - هزالة منظومات التقاعد والتكافل والتضامن الاجتماعي.

              - استشراء مشكلات البطالة والفقر.

              ومن صور هذا الظلم، التي عرضها القرآن الكريم ما يلي [2] :

              ( أوفوا الكيل ولا تكونوا من المخسرين * وزنوا بالقسطاس المستقيم * ولا تبخسوا الناس أشياءهم ولا تعثوا في الأرض مفسدين ) (الشعراء:181-183)، ( ويل للمطففين * الذين إذا اكتالوا على الناس يستوفون * وإذا كالوهم أو وزنوهم يخسرون * ألا يظن أولئك أنهم مبعوثون ) (المطففين:1-4)، ( ويا قوم أوفوا المكيال والميزان بالقسط ولا تبخسوا الناس أشياءهم ولا تعثوا في الأرض مفسدين ) (هود:85).

              التالي السابق


              الخدمات العلمية