6536 حدثنا محمد بن رزيق بن جامع ، قال : حدثـنا الهيثم بن حبيب ، قال : حدثـنا ، عن سفيان بن عيينة علي بن علي الهلالي ، عن أبيه قال : فاطمة عند رأسه قال : فبكت حتى ارتفع صوتها ، فرفع رسول الله صلى الله عليه وسلم طرفه إليها فقال : " حبيبتيفاطمة ، ما الذي يبكيك ؟ " قالت : أخشى الضيعة من بعدك قال : " يا حبيبتي ، أما علمت أن الله اطلع على الأرض اطلاعة ، فاختار منها أباك فبعثه برسالته ، ثم اطلع على الأرض اطلاعة فاختار منها بعلك ، وأوحى إلي أن أنكحك إياه . يا فاطمة ، ونحن أهل بيت قد أعطانا الله سبع خصال ، لم يعط أحدا قبلنا ولا يعطي أحد بعدنا : أنا خاتم النبيين وأكرم النبيين [ ص: 277 ] على الله ، وأحب المخلوقين إلى الله ، وأنا أبوك ، ووصيي خير الأوصياء وأحبهم إلى الله ، وهو بعلك ، ، وهو عم أبيك وعم بعلك ، ومنا من له جناحان أخضران ، يطير في الجنة مع الملائكة حيث يشاء ، وهو ابن عم أبيك ، وأخو بعلك ، ومنا سبطا هذه الأمة ، وهما ابناك وشهيدنا خير الشهداء وأحبهم إلى الله ، وهو حمزة بن عبد المطلب الحسن ، والحسين وهما سيدا شباب أهل الجنة ، وأبوهما والذي بعثني بالحق خير منهما . يا فاطمة ، والذي بعثني بالحق إن منهما مهدي هذه الأمة إذا صارت الدنيا هرجا ، ومرجا ، وتظاهرت الفتن ، وتقطعت السبل ، وأغار بعضهم على بعض ، فلا كبير يرحم الصغير ، ولا صغير يوقر الكبير ، فيبعث الله عند ذلك منهما من يفتح حصون الضلالة ، وقلوبا غلفا يهدمها هدما ، يقوم بالدين في آخر الزمان كما قمت به في أول الزمان ، يملأ الدنيا عدلا كما ملئت جورا . يا فاطمة ، لا تحزني ولا تبكي ، فإن الله أرحم بك وأرأف عليك مني ، وذلك لمكانك مني وموقعك من قلبي ، وزوجك الله زوجك وهو أشرف أهل بيتي حسبا ، وأكرمهم منصبا ، وأرحمهم بالرعية ، وأعدلهم بالسوية ، وأبصرهم بالقضية ، وقد سألت ربي أن تكوني أول من يلحقني من أهل بيتي " قال : " فلما قبض النبي صلى الله عليه وسلم لم تبق فاطمة بعده إلا خمسة وسبعين يوما حتى ألحقها الله به صلى الله عليه وسلم " . علي بن أبي طالب
[ ص: 278 ] " لم يرو هذا الحديث عن دخلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم في شكاته التي قبض فيها ، فإذا علي بن علي إلا ، تفرد به سفيان بن عيينة الهيثم بن حبيب " .