الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                صفحة جزء
                                                                                                                                                16367 ( أخبرنا ) أبو طاهر الفقيه من أصله ، أنبأ أبو بكر : محمد بن الحسين القطان ، ثنا أبو الأزهر ، ثنا أحمد بن المفضل ، ثنا أسباط بن نصر قال : زعم السدي ، عن مصعب بن سعد ، عن أبيه قال : لما كان يوم فتح مكة آمن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الناس إلا أربعة نفر وامرأتين . وقال : " اقتلوهم وإن وجدتموهم متعلقين بأستار الكعبة : عكرمة بن أبي جهل ، وعبد الله بن خطل ، ومقيس بن صبابة ، وعبد الله بن سعد بن أبي سرح " .

                                                                                                                                                ( فأما عبد الله بن خطل ) فأدرك وهو متعلق بأستار الكعبة فاستبق إليه سعيد بن زيد ، وعمار بن ياسر ، فسبق سعيد عمارا ، وكان أشب الرجلين فقتله . ( وأما مقيس بن صبابة ) فأدركه الناس في السوق فقتلوه . ( وأما عكرمة ) فركب البحر فأصابتهم عاصف . فقال أصحاب السفينة لأهل السفينة أخلصوا : فإن آلهتكم لا تغني عنكم شيئا ها هنا . قال عكرمة : والله ، لئن لم ينجني في البحر إلا الإخلاص لا ينجيني في البر غيره ، اللهم إن لك علي عهدا إن أنت عافيتني مما أنا فيه أن آتي محمدا حتى أضع يدي في يده فلأجدنه عفوا كريما . قال : فجاء فأسلم ، ( وأما عبد الله بن سعد بن أبي سرح ) فإنه اختفى عند عثمان بن عفان - رضي الله عنه - فلما دعا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الناس إلى البيعة جاء به حتى أوقفه على النبي - صلى الله عليه وسلم - . فقال : يا رسول الله ، بايع عبد الله . قال : فرفع رأسه فنظر إليه ثلاثا . كل ذلك يأبى فبايعه بعد ثلاث ، ثم أقبل على أصحابه فقال : " أما كان فيكم رجل رشيد يقوم إلى هذا حين رآني كففت يدي عن بيعته فيقتله ؟ " . فقالوا : ما يدرينا يا رسول الله ، ما في نفسك ، هلا أومأت إلينا بعينك ؟ قال : " إنه لا ينبغي لنبي أن يكون له خائنة الأعين "
                                                                                                                                                .

                                                                                                                                                التالي السابق


                                                                                                                                                الخدمات العلمية