القول في لا إله إلا هو العزيز الحكيم ( 6 ) ) تأويل قوله (
قال أبو جعفر : وهذا القول تنزيه من الله - تعالى ذكره - نفسه أن يكون له في ربوبيته ند أو مثل ، أو أن تجوز الألوهة لغيره وتكذيب منه للذين قالوا في عيسى ما قالوا من وفد نجران الذين قدموا على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وسائر من كان على مثل الذي كانوا عليه من قولهم في عيسى ، ولجميع من ادعى مع الله معبودا ، أو أقر بربوبية غيره . ثم أخبر - جل ثناؤه - خلقه بصفته ، وعيدا منه لمن عبد غيره أو أشرك في عبادته أحدا سواه ، فقال : " هو العزيز " الذي لا ينصر من أراد الانتقام منه أحد ، ولا ينجيه منه وأل ولا لجأ ، وذلك لعزته التي يذل لها كل مخلوق ، ويخضع لها كل موجود . ثم أعلمهم أنه " الحكيم " [ ص: 169 ] في تدبيره وإعذاره إلى خلقه ، ومتابعة حججه عليهم ، ليهلك من هلك منهم عن بينة ، ويحيا من حي عن بينة ، كما : -
6571 - حدثنا ابن حميد قال : حدثنا سلمة عن ابن إسحاق عن محمد بن جعفر بن الزبير قال : ثم قال - يعني الرب - عز وجل - - إنزاها لنفسه وتوحيدا لها مما جعلوا معه : " لا إله إلا هو العزيز الحكيم " قال : العزيز في انتصاره ممن كفر به إذا شاء ، والحكيم في عذره وحجته إلى عباده .
6572 - حدثني المثنى قال : حدثنا إسحاق قال : حدثنا ابن أبي جعفر عن أبيه ، عن الربيع : " لا إله إلا هو العزيز الحكيم " يقول : عزيز في نقمته ، حكيم في أمره .