يقول تعالى ذكره مخبرا عن قيل النفر من الجن : ( وأنا منا المسلمون ) الذين قد خضعوا لله بالطاعة ( ومنا القاسطون ) وهم الجائرون عن الإسلام وقصد السبيل .
وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل .
ذكر من قال ذلك :
حدثني محمد بن سعد ، قال : ثني أبي ، قال : ثني عمي ، قال : ثني أبي ، عن أبيه ، عن ابن عباس ، قوله : ( وأنا منا المسلمون ومنا القاسطون ) قال : العادلون عن الحق .
حدثني محمد بن عمرو ، قال : ثنا أبو عاصم ، قال : ثنا عيسى; وحدثني الحارث ، قال : ثنا الحسن ، قال : ثنا ورقاء ، جميعا عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد ، قوله : ( القاسطون ) قال : الظالمون .
حدثنا بشر ، قال : ثنا يزيد ، قال : ثنا سعيد ، عن قتادة ، قال : ( القاسطون ) الجائرون .
حدثنا ابن عبد الأعلى ، قال : ثنا ابن ثور ، عن معمر ، عن قتادة ، في قوله : ( القاسطون ) قال : الجائرون .
حدثني يونس ، قال : أخبرنا ابن وهب ، قال : قال ابن زيد : المقسط : العادل ، والقاسط : الجائر ، وذكر بيت شعر :
قسطنا على الأملاك في عهد تبع ومن قبل ما أدرى النفوس عقابها
وقال : وهذا مثل الترب والمترب; قال : والترب : المسكين ، وقرأ : ( أو مسكينا ذا متربة ) قال : والمترب : الغني .
وقوله : ( فمن أسلم فأولئك تحروا رشدا ) يقول : فمن أسلم وخضع لله بالطاعة ، فأولئك تعمدوا وترجوا رشدا في دينهم . ( وأما القاسطون ) يقول : الجائرون عن الإسلام ، ( فكانوا لجهنم حطبا ) توقد بهم .