الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
القول في تأويل قوله تعالى : ( قل إن الموت الذي تفرون منه فإنه ملاقيكم ثم تردون إلى عالم الغيب والشهادة فينبئكم بما كنتم تعملون ( 8 ) )

يقول تعالى ذكره لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم ( قل ) يا محمد لليهود ( إن الموت الذي تفرون منه ) فتكرهونه ، وتأبون أن تتمنوه ( فإنه ملاقيكم ) ونازل بكم ( ثم تردون إلى عالم الغيب والشهادة ) ثم يردكم ربكم من بعد [ ص: 380 ] مماتكم إلى عالم الغيب والشهادة ، عالم غيب السماوات والأرض; والشهادة : يعني وما شهد فظهر لرأي العين ، ولم يغب عن أبصار الناظرين .

حدثنا ابن عبد الأعلى ، قال : ثنا ابن ثور ، عن معمر ، قال : تلا قتادة : ( ثم تردون إلى عالم الغيب والشهادة ) فقال : إن الله أذل ابن آدم بالموت ، لا أعلمه إلا رفعه ( فينبئكم بما كنتم تعملون ) يقول : فيخبركم حينئذ ما كنتم في الدنيا تعملون من الأعمال ، سيئها وحسنها ، لأنه محيط بجميعها ، ثم يجازيكم على ذلك المحسن بإحسانه ، والمسيء بما هو أهله .

التالي السابق


الخدمات العلمية