القول في تأويل قوله تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=54nindex.php?page=treesubj&link=28987_32409ثم إذا كشف الضر عنكم إذا فريق منكم بربهم يشركون ( 54 )
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=55ليكفروا بما آتيناهم فتمتعوا فسوف تعلمون ( 55 ) )
يقول تعالى ذكره : ثم إذا وهب لكم ربكم العافية ، ورفع عنكم ما أصابكم من المرض في أبدانكم ، ومن الشدة في معاشكم ، وفرج البلاء عنكم (
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=54إذا فريق منكم بربهم يشركون ) يقول : إذا جماعة منكم يجعلون لله شريكا في عبادتهم ، فيعبدون الأوثان ، ويذبحون لها الذبائح شكرا لغير من أنعم عليهم بالفرج مما كانوا فيه من الضر (
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=55ليكفروا بما آتيناهم ) يقول : ليجحدوا الله نعمته فيما
[ ص: 226 ] آتاهم من كشف الضر عنهم (
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=55فتمتعوا فسوف تعلمون ) ، وهذا من الله وعيد لهؤلاء الذين وصف صفتهم في هذه الآيات ، وتهديد لهم ، يقول لهم جل ثناؤه : تمتعوا في هذه الحياة الدنيا إلى أن توافيكم آجالكم ، وتبلغوا الميقات الذي وقته لحياتكم وتمتعكم فيها ، فإنكم من ذلك ستصيرون إلى ربكم ، فتعلمون بلقائه وبال ما كسبت أيديكم ، وتعرفون سوء مغبة أمركم ، وتندمون حين لا ينفعكم الندم .
الْقَوْلُ فِي تَأْوِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=54nindex.php?page=treesubj&link=28987_32409ثُمَّ إِذَا كَشَفَ الضُّرَّ عَنْكُمْ إِذَا فَرِيقٌ مِنْكُمْ بِرَبِّهِمْ يُشْرِكُونَ ( 54 )
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=55لِيَكْفُرُوا بِمَا آتَيْنَاهُمْ فَتَمَتَّعُوا فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ ( 55 ) )
يَقُولُ تَعَالَى ذِكْرُهُ : ثُمَّ إِذَا وَهَبَ لَكُمْ رَبُّكُمُ الْعَافِيَةَ ، وَرَفَعَ عَنْكُمْ مَا أَصَابَكُمْ مِنَ الْمَرَضِ فِي أَبْدَانِكُمْ ، وَمِنَ الشِّدَّةِ فِي مَعَاشِكُمْ ، وَفَرَّجَ الْبَلَاءَ عَنْكُمْ (
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=54إِذَا فَرِيقٌ مِنْكُمْ بِرَبِّهِمْ يُشْرِكُونَ ) يَقُولُ : إِذَا جَمَاعَةٌ مِنْكُمْ يَجْعَلُونَ لِلَّهِ شَرِيكًا فِي عِبَادَتِهِمْ ، فَيَعْبُدُونَ الْأَوْثَانَ ، وَيَذْبَحُونَ لَهَا الذَّبَائِحَ شُكْرًا لِغَيْرِ مَنْ أَنْعَمَ عَلَيْهِمْ بِالْفَرَجِ مِمَّا كَانُوا فِيهِ مِنَ الضُّرِّ (
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=55لِيَكْفُرُوا بِمَا آتَيْنَاهُمْ ) يَقُولُ : لِيَجْحَدُوا اللَّهَ نِعْمَتَهُ فِيمَا
[ ص: 226 ] آتَاهُمْ مِنْ كَشْفِ الضُّرِّ عَنْهُمْ (
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=55فَتَمَتَّعُوا فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ ) ، وَهَذَا مِنَ اللَّهِ وَعِيدٌ لِهَؤُلَاءِ الَّذِينَ وَصَفَ صِفَتَهُمْ فِي هَذِهِ الْآيَاتِ ، وَتَهْدِيدٌ لَهُمْ ، يَقُولُ لَهُمْ جَلَّ ثَنَاؤُهُ : تَمَتَّعُوا فِي هَذِهِ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا إِلَى أَنْ تُوَافِيَكُمْ آجَالُكُمْ ، وَتَبْلُغُوا الْمِيقَاتَ الَّذِي وَقَّتَهُ لِحَيَاتِكُمْ وَتَمَتُّعِكُمْ فِيهَا ، فَإِنَّكُمْ مِنْ ذَلِكَ سَتَصِيرُونَ إِلَى رَبِّكُمْ ، فَتَعْلَمُونَ بِلِقَائِهِ وَبَالَ مَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ ، وَتَعْرِفُونَ سُوءَ مَغَبَّةِ أَمْرِكُمْ ، وَتَنْدَمُونَ حِينَ لَا يَنْفَعُكُمُ النَّدَمُ .