[ ص: 247 ] [ ص: 248 ] [ ص: 249 ] القول في تفسير السورة التي يذكر فيها الأنعام بسم الله الرحمن الرحيم رب يسر القول في تأويل قوله (
nindex.php?page=treesubj&link=28977_33144nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=1الحمد لله الذي خلق السماوات والأرض )
قال
أبو جعفر : يعني - تعالى ذكره - بقوله : " الحمد لله " الحمد الكامل لله وحده لا شريك له دون جميع الأنداد والآلهة ، ودون ما سواه مما تعبده كفرة خلقه من الأوثان والأصنام .
وهذا كلام مخرجه مخرج الخبر ينحى به نحو الأمر . يقول : أخلصوا الحمد والشكر للذي خلقكم ، أيها الناس ، وخلق السماوات والأرض ، ولا تشركوا معه في ذلك أحدا أو شيئا ، فإنه المستوجب عليكم الحمد بأياديه عندكم ونعمه عليكم ، لا من تعبدونه من دونه ، وتجعلونه له شريكا من خلقه .
وقد بينا الفصل بين معنى " الحمد و " الشكر " بشواهده فيما مضى قبل .
[ ص: 247 ] [ ص: 248 ] [ ص: 249 ] الْقَوْلُ فِي تَفْسِيرِ السُّورَةِ الَّتِي يُذْكَرُ فِيهَا الْأَنْعَامُ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ رَبِّ يَسِّرْ الْقَوْلُ فِي تَأْوِيلِ قَوْلِهِ (
nindex.php?page=treesubj&link=28977_33144nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=1الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ )
قَالَ
أَبُو جَعْفَرٍ : يَعْنِي - تَعَالَى ذِكْرُهُ - بِقَوْلِهِ : " الْحَمْدُ لِلَّهِ " الْحَمْدُ الْكَامِلُ لِلَّهِ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ دُونَ جَمِيعِ الْأَنْدَادِ وَالْآلِهَةِ ، وَدُونَ مَا سِوَاهُ مِمَّا تَعْبُدُهُ كَفَرَةُ خَلْقِهِ مِنَ الْأَوْثَانِ وَالْأَصْنَامِ .
وَهَذَا كَلَامٌ مَخْرَجُهُ مَخْرَجُ الْخَبَرِ يُنْحَى بِهِ نَحْوَ الْأَمْرِ . يَقُولُ : أَخْلِصُوا الْحَمْدَ وَالشُّكْرَ لِلَّذِي خَلَقَكُمْ ، أَيُّهَا النَّاسُ ، وَخَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ ، وَلَا تُشْرِكُوا مَعَهُ فِي ذَلِكَ أَحَدًا أَوْ شَيْئًا ، فَإِنَّهُ الْمُسْتَوْجِبُ عَلَيْكُمُ الْحَمْدَ بِأَيَادِيهِ عِنْدَكُمْ وَنِعَمِهِ عَلَيْكُمْ ، لَا مَنْ تَعْبُدُونَهُ مَنْ دُونِهِ ، وَتَجْعَلُونَهُ لَهُ شَرِيكًا مِنْ خَلْقِهِ .
وَقَدْ بَيَّنَّا الْفَصْلَ بَيْنَ مَعْنَى " الْحَمْدِ وَ " الشُّكْرِ " بِشَوَاهِدِهِ فِيمَا مَضَى قَبْلُ .