القول في ولأضلنهم ولأمنينهم ولآمرنهم فليبتكن آذان الأنعام ) تأويل قوله (
قال أبو جعفر : يعني بقوله جل ثناؤه : مخبرا عن قيل الشيطان المريد الذي وصف صفته في هذه الآية : " ولأضلنهم " ، ولأصدن النصيب المفروض الذي أتخذه من عبادك عن محجة الهدى إلى الضلال ، ومن الإسلام إلى الكفر "ولأمنينهم" ، يقول : لأزيغنهم - بما أجعل في نفوسهم من الأماني - عن طاعتك وتوحيدك ، إلى طاعتي والشرك بك ، " ولآمرنهم فليبتكن آذان الأنعام " ، يقول : ولآمرن النصيب المفروض لي من عبادك ، بعبادة غيرك من الأوثان والأنداد [ ص: 214 ] حتى ينسكوا له ، ويحرموا ويحللوا له ، ويشرعوا غير الذي شرعته لهم ، فيتبعوني ويخالفونك .
و "البتك" القطع ، وهو في هذا الموضع : قطع أذن البحيرة ليعلم أنها بحيرة .
وإنما أراد بذلك الخبيث أنه يدعوهم إلى البحيرة ، فيستجيبون له ، ويعملون بها طاعة له .
وبنحو ما قلنا في ذلك قال أهل التأويل .
ذكر من قال ذلك :
10445 - حدثنا الحسن بن يحيى قال : أخبرنا عبد الرزاق قال : أخبرنا معمر ، عن قتادة في قوله : " فليبتكن آذان الأنعام " ، قال : البتك في البحيرة والسائبة ، كانوا يبتكون آذانها لطواغيتهم .
10446 - حدثنا محمد بن الحسين قال : حدثنا أحمد بن مفضل قال : حدثنا أسباط ، عن : قوله : " السدي ولآمرنهم فليبتكن آذان الأنعام " ، أما"يبتكن آذان الأنعام" ، فيشقونها ، فيجعلونها بحيرة .
10447 - حدثنا القاسم قال : حدثنا الحسين قال : حدثني حجاج ، عن قال : أخبرني ابن جريج القاسم بن أبي بزة ، عن عكرمة : " فليبتكن آذان الأنعام " ، قال : دين شرعه لهم إبليس ، كهيئة البحائر والسيب .