المسألة الثالثة : قوله تعالى : { أن تبروا } : وقال بعضهم : ، وهو معنى الحديث : { لا تجعلوا اليمين مانعا من البر } وتحقيق المعنى أنه إن حلف أولا كان المعنى أن تبروا باليمين ، وإن لم يحلف كان المعنى أن تصلحوا وتتقوا ، ويدخل أحد المعنيين على الآخر فيجتمعان ، وبيان ذلك يأتي في سورة النور عند قوله تعالى : { لأن يلج أحدكم بيمينه في أهله آثم عند الله تعالى من أن يعطي كفارة عنها ولا يأتل أولوا الفضل منكم والسعة } إن شاء الله .
وقد قال صلى الله عليه وسلم : { } . من حلف على يمين فرأى غيرها خيرا منها فليأت الذي هو خير وليكفر عن يمينه
[ ص: 241 ] وعلى الوجه الثالث يكون المعنى أن تبروا ، أي إن الله ينهاكم عن كثرة الحلف بالله لما في ذلك من البر والتقوى .