الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                              [ ص: 362 ] المسألة الرابعة : في قوله تعالى : { من إن تأمنه بقنطار يؤده إليك } هذا يدل على أن أداء الأمانة في الدينار بالنص أو بالسنة أو بالقياس ، وقد بيناه في أصول الفقه . والصحيح أنه قياس جلي ، وهو أعلى مراتبه ، وهناك تجدونه .

                                                                                                                                                                                                              المسألة الخامسة : قوله تعالى : { إلا ما دمت عليه قائما } تعلق به أبو حنيفة في ملازمة الغريم للمفلس ; وأباه سائر العلماء ; ولا حجة لأبي حنيفة فيه ; لأن ملازمة الغريم المحكوم بعدمه لا فائدة فيها ; إذ لا يرجى ما عنده . وقد بيناه في مسائل الخلاف هناك . وقد قال جماعة من الناس : إن معنى { لا يؤده إليك إلا ما دمت عليه قائما } أي حافظا بالشهادة ، فلينظر هنالك .

                                                                                                                                                                                                              المسألة السادسة : أقسام هذه الحال ثلاثة : قسم يؤدى ، وقسم لا يؤدى إلا ما دمت عليه قائما ، وقسم لا يؤدى وإن دمت عليه قائما ، إلا أن الله سبحانه ذكر القسمين ، لأنه الغالب المعتاد ، والثالث نادر ; فخرج الكلام على الغالب

                                                                                                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                                                                                                              الخدمات العلمية