المسألة التاسعة : : وليس البر بأن تأتوا البيوت من ظهورها } : كان سبب نزولها فيما روى قوله تعالى { الزهري : { أن أناسا من الأنصار كانوا إذا أهلوا بالعمرة لم يحل بينهم وبين السماء شيء ، فإذا خرج الرجل منهم بعد ذلك من بيته فرجع لحاجة لا يدخل من باب الحجرة من أجل سقف البيت أن يحول بينه وبين السماء ; فيقتحم الجدار من ورائه ; ثم يقوم في حجرته فيأمر بحاجته ، فتخرج إليه من بيته ، حتى بلغنا أن النبي صلى الله عليه وسلم أهل بالعمرة زمن الحديبية فدخل حجرته ، فدخل رجل من الأنصار على أثره كان من بني سلمة ، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم : إني أحمسي . قال الزهري : وكانت الحمس لا يبالون ذلك قال الأنصاري : وأنا أحمسي يعني على دينك فأنزل الله تعالى الآية } .
المسألة العاشرة : في تأويلها ثلاثة أقوال : الأول : أنها بيوت المنازل .
[ ص: 143 ] الثاني : أنها النساء أمرنا بإتيانهن من القبل لا من الدبر .
الثالث : أنها مثل ; أمر الناس أن يأتوا الأمور من وجوهها .
المسألة الحادية عشرة : في تحقيق هذه الأقوال : أما القول إن المراد بها النساء : فهو تأويل بعيد لا يصار إليه إلا بدليل ، فلم يوجد ولا دعت إليه حاجة .
وأما كونه مثلا في إتيان الأمور من وجوهها : فذلك جائز في كل آية ; فإن لكل حقيقة مثلا منها ما يقرب ومنها ما يبعد .
وحقيقة هذه الآية البيوت المعروفة ، بدليل ما روي في سبب نزولها من طرق متعددة ذكرنا أوعبها عن الزهري ، فحقق أنها المراد بالآية ، ثم ركب من الأمثال ما يحمله اللفظ ويقرب ، ولا يعارضه شيء .