وإنما أحل دماء طيئ وخثعم ; لأنهم كانوا لا يحجون مع العرب ، ولا يحرمون الحرم ، وكانوا يستحلونها ، وكان سائر العرب يحرمون الحرم .
ثم كان ابنه على الناس كما كان القلمس واسمه عباد ، ثم ابنه أقلع ، ثم ابنه أمية بن أقلع بن عباد ، ثم ابنه عوف بن أمية ، ثم ابنه جنادة بن عوف كما تقدم ، فحج نبي الله صلى الله عليه وسلم حجة الوداع ، وجنادة صاحب ذلك حتى بعث الله نبيه ، وأكمل الحرم ثلاثة متواليات ورجب مضر الذي بين جمادى وشعبان .
وفي رواية : العرب كانت إذا فرغت من حجها اجتمعت إليه فحرم الأشهر الحرم ، فإذا أراد أن يحل شيئا منها لغنيمة أو لغارة أحل المحرم وحرم مكانه صفرا ، وفي ذلك يقول عمير بن قيس بن جذل الطعان :
لقد علمت معد أن قومي كرام الناس أن لهم كراما فأي الناس فاتونا بوتر
وأي الناس لم تعلك لجاما ألسنا الناسئين على معد
شهور الحل نجعلها حراما