الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
إيلافهم رحلة الشتاء والصيف .

[2] إيلافهم بدل من لإيلاف، قرأ أبو جعفر: (إلافهم) بهمزة مكسورة من غير ياء على وزن علافهم، ووجهها أن تكون مصدر ثلاثي؛ [ ص: 439 ] كقراءة ابن عامر الأول، وقرأ الباقون: (إيلافهم) بهمزة مكسورة بعدها ياء ساكنة على وزن عيلافهم.

رحلة نصب بـ (إيلافهم) مفعول به، أصل الرحلة: السير على الراحلة، ثم استعمل لكل سير، المعنى: أهلك أصحاب الفيل؛ لتبقى قريش وما ألفوا من رحلة.

الشتاء والصيف لئلا يقدم أحد على أذاهم إذا سافروا، وكان لهم رحلتان: في الشتاء إلى اليمن، لأنه أدفأ، وفي الصيف إلى الشام للتجارة، وسائر أغراضهم يستعينون بها على المقام بمكة، وسموا قريشا تشبيها لدابة تكون في البحر يقال لها: قرش، تقهر دواب البحر، وتأكلهم ولا تؤكل، وتعلو ولا تعلى، فشبهوا بها لشدتهم ومنعتهم، وقريش من ولد النضر بن كنانة، ومن لم يلده فليس بقرشي. فمعنى الآية: لإن فعل الله بقريش هذا، ومكنهم من الفهم، هذه النعمة.

* * *

التالي السابق


الخدمات العلمية