قلنا اهبطوا منها جميعا فإما يأتينكم مني هدى فمن تبع هداي فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون .
[38] قلنا اهبطوا منها جميعا يعني: هؤلاء الأربعة قيل: الهبوط الأول من الجنة إلى السماء الدنيا، والهبوط الثاني إلى الأرض، وكان هبوطهم وقت العصر. وبين هبوط آدم والهجرة الشريفة الإسلامية ستة آلاف سنة، ومئتان، وست عشرة سنة، وبين المؤرخين في ذلك خلاف.
فإما يأتينكم أي: فإن يأتكم يا ذرية آدم، فـ (إن) شرط ضمت إليها (ما) تأكيدا للفعل، وأدغمت (إن) فيها وقلما وقع فعل الشرط بعد إما إلا مؤكدا بـ "ما" والنون، فـ "ما" تؤكد أول الفعل، والنون تؤكد آخره. قرأ أبو عمرو، : (ياتينكم) بالإبدال بغير همز، والباقون بالهمز. وأبو جعفر
مني هدى رشد برسول أبعثه إليكم، وكتاب أنزله عليكم. [ ص: 90 ]
فمن تبع هداي قرأ عن الدوري (هداي) بالإمالة. الكسائي
فلا خوف قرأ : (فلا خوف) بفتح الفاء وعدم التنوين حيث وقع، والباقون: بالرفع والتنوين. يعقوب
عليهم فيما يستقبلهم. وتقدم مذهب حمزة في ضم الهاء من (عليهم)، ومذهب ويعقوب ابن كثير وأبي جعفر في صلة ميم الجمع بواو في اللفظ. وقالون
ولا هم يحزنون على ما خلفوا.