ولو أنا كتبنا عليهم أن اقتلوا أنفسكم أو اخرجوا من دياركم ما فعلوه إلا قليل منهم ولو أنهم فعلوا ما يوعظون به لكان خيرا لهم وأشد تثبيتا .
[66] ولو أنا كتبنا أوجبنا.
عليهم أن اقتلوا أنفسكم كما قتل بنو إسرائيل.
أو اخرجوا من دياركم كما أمرنا بني إسرائيل بالخروج من مصر. قرأ أبو عمرو، (أن اقتلوا) بكسر النون على أصل التحريك، (أو اخرجوا) بضم الواو للإتباع والتشبيه بواو الجمع في نحو ويعقوب: ولا تنسوا [ ص: 150 ] الفضل [البقرة: 237] ، وقرأ عاصم، بكسرهما، والباقون: بضمهما. وحمزة
ما فعلوه أي: المكتوب عليهم.
إلا قليل منهم قرأ (إلا قليلا) بالنصب على أصل الاستثناء، وكذلك هو في مصحف أهل ابن عامر: الشام، وقرأ الباقون: بالرفع على ضمير الفاعل في قوله: (فعلوه) تقديره: إلا نفر قليل فعلوه، والقليل جماعة من الصحابة رضي الله عنهم، منهم: عمر، وعمار بن ياسر، وعبد الله بن مسعود، قالوا: والله لو أمرنا وثابت بن قيس، محمد بذلك، لفعلنا، فقال -صلى الله عليه وسلم-: "إن من أمتي رجالا، الإيمان أثبت في قلوبهم من الجبال الرواسي".
ولو أنهم فعلوا ما يوعظون به أي: ما يؤمرون به من طاعة الرسول.
لكان خيرا لهم في عاجلهم وآجلهم وأشد تثبيتا تحقيقا لإيمانهم.