عاليهم ثياب سندس خضر وإستبرق وحلوا أساور من فضة وسقاهم ربهم شرابا طهورا .
[21] عاليهم أي: فوقهم ثياب سندس هو ما رق من الديباج خضر وإستبرق هو ما غلظ من الحرير. وقرأ أبو عمرو، وابن عامر، (عاليهم) بفتح الياء وضم الهاء، والنصب على الحال، والعامل فيه (لقاهم) و (جزاهم) ، وقرؤوا (خضر) بالرفع نعت (ثياب) ، (وإستبرق) بالخفض نعت (سندس) ، وقرأ ويعقوب: ابن كثير، عن وأبو بكر (عاليهم) عاصم: و (خضر) بالخفض نعت (سندس) ، (وإستبرق) بالرفع عطف على الـ (ثياب) ، وقرأ كأبي عمرو، حفص عن (عاليهم) كما تقدم (خضر [ ص: 240 ] وإستبرق) بالرفع فيهما، فخضر نعت ثياب، وإستبرق عطف على الثياب، وقرأ عاصم: الكسائي، (عاليهم) كما تقدم (خضر وإستبرق) بالخفض فيهما نعت (سندس) ، وقرأ وخلف: (عاليهم) بإسكان الياء وكسر الهاء على الرفع بالابتداء، و (خضر وإستبرق) بالرفع فيهما كحفص، وقرأ نافع: (عاليهم) كنافع (خضر وإستبرق) بالخفض فيهما حمزة وقرأ كالكسائي، (عاليهم) أبو جعفر: و (خضر) بالرفع، (وإستبرق) بالخفض كنافع، كأبي عمرو.
وحلوا أساور من فضة وفي الكهف والحج يحلون فيها من أساور من ذهب [الكهف: 31] [الحج: 23]؛ للإيذان بأنهم يحلون من الجنسين معا، ومفترقا.
وسقاهم ربهم شرابا طهورا طاهرا من الأقذار، لم تدسه الأقدام، ولم تمسه الأيدي الوسخة كخمر الدنيا، ولا يصير بولا، وذلك أنهم إذا طعموا وشربوا، فيصير ما أكلوا طيبا يخرج من أبدانهم كأطيب من ريح المسك، وتضمر بطونهم، وتعود شهوتهم.
* * *