يا أيها النبي إذا جاءك المؤمنات يبايعنك على أن لا يشركن بالله شيئا ولا يسرقن ولا يزنين ولا يقتلن أولادهن ولا يأتين ببهتان يفترينه بين أيديهن وأرجلهن ولا يعصينك في معروف فبايعهن واستغفر لهن الله إن الله غفور رحيم .
[12] ونزل يوم فتح مكة لما فرغ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من بيعة الرجال وهو على الصفا: يا أيها النبي إذا جاءك المؤمنات يبايعنك قرأ نافع: (النبيء إذا) [ ص: 36 ] بالهمز والمد وتسهيل الهمزة الثانية، والباقون: بتشديد الياء بغير مد ولا همز، وتحقيق الهمزة الثانية.
على أن لا يشركن بالله شيئا ولا يسرقن ولا يزنين ولا يقتلن أولادهن والمراد: وأد البنات الذي كانوا يفعلونه، وهو دفنهن في حياتهن.
ولا يأتين ببهتان يفترينه بين أيديهن وأرجلهن أي: تلتقط مولودا وتقول لزوجها: هذا ولدي منك، فهو البهتان المفترى؛ لأن الولد إذا وضعته الأم، سقط بين يديها ورجليها. قرأ (أيديهن) بضم الهاء، والباقون: بكسرها. يعقوب:
ولا يعصينك في معروف هو ما وافق طاعة الله ورسوله.
فبايعهن إذا بايعنك.
واستغفر لهن الله إن الله غفور رحيم فكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على الصفا، -رضي الله عنه- أسفل منه، وهو يبايع النساء بأمره، ويبلغهن عنه، وعمر بن الخطاب وهند بنت عتبة امرأة متنقبة متنكرة مع النساء؛ خوفا من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن يعرفها، ثم عرفها، وعفا عنها، وصح أبي سفيان وقال: أنه - صلى الله عليه وسلم - لم يصافح امرأة في البيعة، وإنما بايعهن بالكلام، [ ص: 37 ] "إني لا أصافح النساء، وإنما قولي لامرأة كقولي لمئة امرأة".