[ ص: 538 ] ألم يأن للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله وما نزل من الحق ولا يكونوا كالذين أوتوا الكتاب من قبل فطال عليهم الأمد فقست قلوبهم وكثير منهم فاسقون .
[16] ونزل عتابا للمؤمنين: ألم يأن أي: يحن; من أنى يأني: إذا جاء إناه; أي: وقته.
للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله تعالى إذا ذكر، وتلين وتخضع؟ قال "إن الله استبطأ قلوب المؤمنين، فعاتبهم على رأس ثلاث عشرة سنة من نزول القرآن" ابن عباس: وما نزل من الحق وهو القرآن.
قرأ نافع، وحفص عن عاصم، ورويس عن (نزل) بتخفيف الزاي، والباقون: بالتشديد. يعقوب:
ولا يكونوا كالذين أوتوا الكتاب من قبل أي: من قبل القرآن، وهم اليهود والنصارى. قراءة العامة: (ولا يكونوا) بالغيب عطفا على (تخشع)، وقرأ رويس عن بالخطاب التفاتا أو نهيا للمؤمنين عن مماثلة أهل الكتاب فيما حكي عنهم. يعقوب:
فطال عليهم الأمد أي: الزمان بطول أعمارهم فقست قلوبهم بميلهم [ ص: 539 ] إلى الدنيا، وإعراضهم عن مواعظه تعالى وكثير منهم فاسقون خارجون عن الطاعة.
* * *