يا قومنا أجيبوا داعي الله وآمنوا به يغفر لكم من ذنوبكم ويجركم من عذاب أليم .
[31] يا قومنا أجيبوا داعي محمدا -صلى الله عليه وسلم- إلى الإيمان.
وآمنوا به الضمير عائد على (الله).
يغفر لكم من ذنوبكم أي: ذنوبكم، وقيل: المراد: يغفر لكم بعض ذنوبكم، وهو ما يكون في خالص حق الله تعالى، لا مظالم العباد; لأنه تعالى لا يغفرها إلا برضا أربابها.
ويجركم من عذاب أليم هو معد للكفار، فاستجاب لهم من قومهم نحو من سبعين رجلا من الجن، فرجعوا لرسول الله -صلى الله عليه وسلم- فوافوه بالبطحاء، فقرأ عليهم القرآن، وأمرهم ونهاهم، وفيه دليل على أنه -صلى الله عليه وسلم- كان مبعوثا [ ص: 304 ] إلى الإنس والجن جميعا، ولم يبعث قبله نبي إليهما جميعا.
واختلف الأئمة في فقال حكم مؤمني الجن، لا ثواب لهم إلا النجاة من النار; لقوله تعالى: أبو حنيفة: ويجركم من عذاب أليم ثم يقال لهم: كونوا ترابا مثل البهائم، وقال مالك والشافعي لهم الثواب في الإحسان كما يكون عليهم العقاب في الإساءة; كالإنس، وهم في حكم بني آدم; لأنهم مكلفون مثلهم. وأحمد:
ولم يرسل -صلى الله عليه وسلم- إلى الملائكة، صرح به في الباب الرابع من "شعب الإيمان" وصرح في الباب الخامس عشر بانفكاكهم من شرعه، وفي "تفسير الإمام الرازي" و"البرهان النفسي" حكاية الإجماع، قال البيهقي ابن حامد من أصحاب أحمد: ومذهب العلماء والوعد والوعيد، وهم معصومون كالأنبياء بالاتفاق، إلا من استثني; كإبليس، وهاروت وماروت، على القول بأنهم من الملائكة. إخراج الملائكة عن التكليف،
* * *