[ ص: 283 ] قل ما كنت بدعا من الرسل وما أدري ما يفعل بي ولا بكم إن أتبع إلا ما يوحى إلي وما أنا إلا نذير مبين .
[9] ثم أمر تعالى بأن يحتج عليهم، فقال: قل ما كنت بدعا من الرسل أي: بديعا; أي: لست بأول مرسل، قد بعث قبلي غيري، والبدع والبديع من الأشياء: ما لم ير مثله، المعنى: فكيف تنكرون نبوتي؟!
وما أدري ما يفعل بي ولا بكم قال ابن عباس وغيرهما: "معناه: في الآخرة" وكان هذا في صدر الإسلام، ثم بعد ذلك عرفه تعالى بأنه قد غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر، وبأن المؤمنين لهم من الله فضل كبير، وهو الجنة، وبأن الكافرين في نار جهنم. وأنس
وروي وما أدري ما يفعل بي ولا بكم ، المعنى: وما أدري أأخرج أم أخرج كما أخرج الأنبياء قبلي، أم أقتل كما قتلوا، وأنتم أيها المصدقون ما أدري أتخرجون معي، أم تتركون، وأنتم أيها المكذبون ما أدري أترمون بالحجارة، أم يخسف بكم كالمكذبين قبلكم. [ ص: 284 ] أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- رأى في النوم مهاجره إلى أرض ذات نخل، فأخبر أصحابه، فسألوه عنها، فسكت، فنزل:
إن أتبع ما أتبع إلا ما يوحى إلي من القرآن، وما أبتدع من عندي شيئا.
وما أنا إلا نذير مبين يبين الإنذار بالمعجزات الظاهرة. قرأ نافع، بخلاف عن قالون: (أنا إلا) بالمد. وأبو جعفر