وجعلوا الملائكة الذين هم عباد الرحمن إناثا أشهدوا خلقهم ستكتب شهادتهم ويسألون .
[19] وجعلوا الملائكة الذين هم عباد الرحمن إناثا قرأ نافع، وأبو جعفر، وابن كثير، وابن عامر، (عند) بالنون ساكنة وفتح الدال من غير ألف على أنه ظرف، وتصديقه قوله: ويعقوب: إن الذين عند ربك [الأعراف: 206] ، وقرأ [ ص: 212 ] الباقون: بالباء وألف بعدها ورفع الدال، جمع عبد; لقوله تعالى: بل عباد مكرمون [الأنبياء: 26].
أشهدوا خلقهم قرأ نافع، وأبو جعفر: (أأشهدوا) بهمزتين الأولى مفتوحة والثانية مضمومة مسهلة على أصلهما، مع إسكان الشين، وفصل بينهما بألف: أبو جعفر وقالون على أصلهما; أي: أأحضروا، وقرأ الباقون: بهمزة واحدة مفتوحة وفتح الشين; أي: أحضروا خلق الملائكة إناثا؟ وهذا استهزاء بهم، وتوبيخ لهم.
روي أنه -صلى الله عليه وسلم- قال: "وما يدريكم أن الملائكة إناث؟ " قالوا: سمعنا من آبائنا، ونشهد بصدقهم، فنزل:
ستكتب شهادتهم على آبائهم بأنوثة الملائكة هنا.
ويسألون عنها في الآخرة، فيجازون عليها.
* * *