قل إنما أعظكم بواحدة أن تقوموا لله مثنى وفرادى ثم تتفكروا ما بصاحبكم من جنة إن هو إلا نذير لكم بين يدي عذاب شديد .
[46] قل إنما أعظكم بواحدة أي: بخصلة واحدة، وهي:
أن تقوموا لله أي: لأجله تعالى، وليس المراد: حقيقة القيام، بل الاهتمام بالمطلوب.
مثنى اثنين اثنين وفرادى واحدا واحدا في تجريد العناية في البحث عن شأن محمد - صلى الله عليه وسلم - حتى يظهر لكم شأنه.
ثم تتفكروا جميعا في حاله، فتعلموا.
ما بصاحبكم من جنة أي: جنون. قرأ رويس عن : (ثم تفكروا) بتاء واحدة مشددة حيث وصل، ومع الابتداء يظهر التاءين كبقية القراء . يعقوب
إن هو إلا نذير لكم بين يدي عذاب شديد قدامه ; لأنه - صلى الله عليه وسلم - جاء في الزمن من قبل العذاب الشديد الذي توعدوا به، وفائدة التقييد بالاثنين والفرادى: أن الاثنين إذا التجأا إلى الله تعالى، وبحثا طلبا للحق مع الإنصاف، هدوا إليه، وكذلك الواحد إذا فكر في نفسه مجردا عن الهوى; لأن كثرة الجمع مما يقل فيه الإنصاف غالبا، ويكثر فيها الخلاف.