ولقد آتينا داود منا فضلا يا جبال أوبي معه والطير وألنا له الحديد .
[10] ثم ذكر تعالى نعمته على داود وسليمان; احتجاجا على ما منح [ ص: 405 ] محمدا; أي: لا تستبعدوا هذا، فقد تفضلنا على عبيدنا قديما بكذا وكذا، فقال تعالى:
ولقد آتينا داود منا فضلا أي: النبوة والملك، وقلنا:
يا جبال أوبي رجعي معه التسبيح، فكان داود إذا سبح، سمع تسبيح الجبال، ويعقل معناه; معجزة له; كما سمع الخطاب من الشجرة، وعقل معناه والطير أي: وسخرنا له الطير بأصواتها، فكان داود يقول للجبال: سبحي، وللطير: أجيبي، ثم يأخذ في تلاوة الزبور بصوته الحسن ، فلا يرى شيء أحسن من ذلك فمن سمع صدى الجبال. قراءة العامة: (والطير) بالنصب بإضمار فعل تقديره: وسخرنا الطير، وألنا له الحديد، وقرأ : بالرفع ردا على (الجبال); أي: أوبي أنت والطير، ووردت عن يعقوب ، عاصم وأبي عمرو .
وألنا له الحديد أي: جعلناه له لينا كالشمع، فلا يفتقر إلى نار ولا مطرقة.