وقال فرعون يا أيها الملأ ما علمت لكم من إله غيري فأوقد لي يا هامان على الطين فاجعل لي صرحا لعلي أطلع إلى إله موسى وإني لأظنه من الكاذبين .
[38] وقال فرعون يا أيها الملأ ما علمت لكم من إله غيري نفى علمه بإله غيره دون وجوده; إذ لم يكن عنده ما يقتضي الجزم، ولذلك أمر ببناء الصرح; ليصعد إليه، ويطلع على الحال بقوله:
فأوقد لي يا هامان على الطين اجعله آجرا، وهو أول من عمله.
فاجعل لي صرحا قصرا عاليا.
لعلي أطلع أصعد إلى إله موسى فأقتله.
وإني لأظنه أي: موسى في ادعائه إلها غيري.
من الكاذبين يقول هذا جهلا وتمويها على قومه. قرأ [ ص: 198 ] الكوفيون، : (لعلي) بإسكان الياء، والباقون بفتحها . ويعقوب
وكان من قصة الصرح: أن هامان جمع خمسين ألف بناء وصانع، وأخذوا في ذلك، وأسسوا حتى بنوا الصرح، وارتفع في الهواء ارتفاعا لم يبلغه أحد من الخلق، أراد الله أن يفتنهم فيه، واشتد ذلك على موسى وهارون; لأن بني إسرائيل كانوا معذبين في بنائه، فلما فرغوا منه، ارتقى فرعون فوقه، وأخذ سهما، فرمى به نحو السماء، فرد إليه وهو ملطخ دما، قال: قد قتلت إله موسى، ثم أمر الله جبريل -عليه السلام- أن يهدم الصرح، فجعل عاليه سافله، وهلك تحته ألف ألف رجل من عسكر فرعون، ولم يبق أحد ممن عمل فيه إلا هلك; ممن كان على دين فرعون .
* * *