[ ص: 179 ] ودخل المدينة على حين غفلة من أهلها فوجد فيها رجلين يقتتلان هذا من شيعته وهذا من عدوه فاستغاثه الذي من شيعته على الذي من عدوه فوكزه موسى فقضى عليه قال هذا من عمل الشيطان إنه عدو مضل مبين .
[15] ودخل موسى المدينة هي مدينة منف من أرض مصر، وتقدم ذكرها في سورة يوسف، وهي مدينة فرعون موسى التي كان ينزلها، وفيها كانت الأنهار تجري تحت سريره. روي أن فرعون خاف من موسى، فأخرجه من مدينته، فغاب عنها سنتين، حتى كبر واشتد، فدخلها مستخفيا على حين غفلة وقت غرة من أهلها يوم عيد لهم، وهم مشغولون بلهوهم.
فوجد فيها رجلين إسرائيليا وقبطيا يقتتلان يختصمان.
هذا من شيعته أتباعه، روي أنه السامري وهذا من عدوه من القبط الذين هم على دين فرعون.
فاستغاثه طلب منه الغوث الذي من شيعته وهو الإسرائيلي.
على الذي من عدوه وهو القبطي، وكان موسى قد أعطي شدة عظيمة.
فوكزه موسى بالعصا، ولم يتعمد قتله، بل أراد دفع ظلمه.
فقضى عليه فقتله، فندم، فدفنه في الرمل.
و قال هذا القتل من عمل الشيطان أي: بسببه; لأنه هيج غضبي.
إنه عدو مضل مبين ظاهر العداوة، وهذا كان قبل النبوة، وهو مقتضى التلاوة، والسورة تدل عليه.