أفلم يسيروا في الأرض فتكون لهم قلوب يعقلون بها أو آذان يسمعون بها فإنها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور .
[46] أفلم يسيروا في الأرض يعني : كفار مكة ، فينظروا إلى مصارع المكذبين من الأمم الخالية فتكون لهم قلوب يعقلون بها أي : يعلمون بها ، فيه دليل على أن العقل محله القلب ، وهو قول المالكية والشافعية [ ص: 437 ] وأصحاب ، والأطباء قالوا : وله اتصال بالدماغ ، والمشهور عن أحمد أنه في الدماغ ، وفاقا للحنفية ، والعقل ما يحصل به الميز ، وهو نور في القلب كالعلم ، وهو غريزة ، ويختلف ، فعقل بعض الناس أكثر ، وهو مأخوذ من عقال البعير ، يمنع ذوي العقول من العدول عن سواء السبيل . أحمد
أو آذان يسمعون بها ما يذكر لهم من أخبار القرون الماضية ، فيعتبروا بها .
فإنها أي : القصة .
لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور المعنى : أعينهم صحيحة ، وقلوبهم عمي ، والعمى الضار هو عمى القلب ، فأما البصر ، فليس بضار في أمر الدين .
* * *