فانطلقا حتى إذا أتيا أهل قرية استطعما أهلها فأبوا أن يضيفوهما فوجدا فيها جدارا يريد أن ينقض فأقامه قال لو شئت لاتخذت عليه أجرا .
[77] فانطلقا حتى إذا أتيا أهل قرية هي إنطاكية استطعما أهلها طلبا منهم ضيافة ، وأعاد ذكر الأهل تأكيدا فأبوا أن يضيفوهما امتنعوا من إطعامهما .
قال : شر القرى التي لا تضيف الضيف . قتادة
وعن قال : أطعمتهما امرأة من أهل بربر بعد أن طلبا من الرجال فلم يطعموهما ، فدعا لنسائهم ، ولعن رجالهم . [ ص: 205 ] أبي هريرة
ومذهب : يجب أحمد بشرط أن يكون مجتازا في قرية لا مصر ، فإن أبى ، فللضيف طلبه به عند الحاكم ، فإن تعذر ، جاز له الأخذ من ماله ، ومن مر بثمر في شجر لا حائط عليه ولا ناظر ، فله أن يأكل منه ولا يحمل ، وكذا الحكم في الزرع ، ولبن في الماشية ، وهذا من مفردات مذهبه ؛ خلافا للثلاثة . على المسلم ضيافة المسلم المجتاز به يوما وليلة
فوجدا فيها جدارا يريد أن ينقض يسقط ، هذا من مجاز كلام العرب ؛ لأن الجدار لا إرادة له ، وإنما معناه : قرب ودنا من السقوط ، وكان الخضر رأى حائطا ارتفاعه مئة ذراع قد قارب السقوط ، فمسحه بيده .
فأقامه عدله قال موسى :
قال لو شئت لاتخذت عليه أجرا قرأ أبو عمرو ، ، وابن كثير : (لتخذت ) بتخفيف التاء الأولى وكسر الخاء من غير ألف وصل ؛ من تخذ يتخذ : عمل شيئا ، على وزن لعلمت ، فابن كثير ، ويعقوب ورويس عن يظهران الذال عند التاء ، يعقوب يدغمها ، وقرأ الباقون : بتشديد التاء الأولى وفتح الخاء وألف وصل ، وزن لاكتسبت ، فيكون اتخذ افتعل ، فحفص عن وأبو عمرو يظهر الذال ، والباقون يدغمونها ، وهما لغتان ، مثل اتبع وتبع ، المعنى : أن عاصم موسى قال للخضر : قد علمت حاجتنا إلى الطعام ، فلو طلبت على عملك جعلا ، لدفعنا به ألم الجوع .