قل الله أعلم بما لبثوا له غيب السماوات والأرض أبصر به وأسمع ما لهم من دونه من ولي ولا يشرك في حكمه أحدا .
[26] وقوله : قل معناه : أن الأمر في مدة لبثهم كما [ ص: 169 ] ذكرنا ، فإن نازعوك فيها ، فأجبهم وقل :
الله أعلم بما لبثوا أي : هو أعلم منكم ، وقد أخبر بمدة لبثهم .
وعن رضي الله عنه أنه قال : "عند أهل الكتاب أنهم لبثوا ثلاث مئة شمسية ، والله ذكر ثلاث مئة قمرية ، والتفاوت بين الشمسية والقمرية في كل مئة سنة ثلاث سنين ، فيكون في ثلاث مئة تسع سنين ، فلذلك قال : وازدادوا تسعا" . علي
له غيب السماوات والأرض أي : هو المختص بعلم ما غاب فيهما .
أبصر به وأسمع أي : ما أبصر الله وأسمعه! فلا يغيب عنه شيء ما لهم أي : لأهل السموات والأرض من دونه أي : من دون الله من ولي يتولى أمورهم .
ولا يشرك في حكمه أحدا فليس لأحد أن يحكم بحكم لم يحكم به الله . قرأ : (ولا تشرك ) بالخطاب وجزم الكاف على النهي ، وقرأ الباقون : بالغيب ، ورفع الكاف على الخبر ؛ أي : لا يشرك الله في حكمه . ابن عامر
* * *