وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين ولا يزيد الظالمين إلا خسارا .
[82] وننزل قرأ ، أبو عمرو : بإسكان النون الثانية ، وتخفيف الزاي ، والباقون : بفتح النون وتشديد الزاي . ويعقوب
من القرآن ما هو شفاء للقلوب من الضلالة ، و (من ) يصح أن تكون [ ص: 125 ] لابتداء الغاية ، ويصح أن تكون لبيان الجنس ؛ كأنه قال : وننزل ما فيه شفاء من القرآن ، قال : وأنكر بعض المتأولين أن تكون (من ) للتبعيض ؛ لأنه تحفظ من أن يلزمه أن بعضه لا شفاء فيه ، وليس يلزمه هذا ، بل يصح أن تكون للتبعيض بحسب أن إنزاله إنما هو مبعض ؛ كأنه قال : (وننزل من القرآن ) شيئا شيئا (ما ) فيه كله (شفاء ) ، واستعارة الشفاء للقرآن هو بحسب إزالته للريب ، وكشفه غطاء القلب لفهم المعجزات والأمور الدالة على الله تعالى المقررة لشرعه ، انتهى . ابن عطية
ورحمة للمؤمنين لأنه سبب الرحمة .
ولا يزيد الظالمين إلا خسارا نقصا ؛ لأنهم ينكرون القرآن فيخسرون .
* * *