وإن لكم في الأنعام لعبرة نسقيكم مما في بطونه من بين فرث ودم لبنا خالصا سائغا للشاربين .
[66] وإن لكم في الأنعام لعبرة لعظة نسقيكم قرأ : (تسقيكم ) بالتاء مفتوحة ، والباقون : بالنون ، وفتحها أبو جعفر ، نافع وابن عامر ، ، ويعقوب ، وضمها الباقون . [ ص: 37 ] وأبو بكر
مما في بطونه أي : بطون الأنعام ؛ لأنه يذكر ويؤنث ، فمن أنث فلمعنى الجمع ، ومن ذكر فلحكم اللفظ .
من بين فرث هو ما في الكرش من السرجين .
ودم المعروف ، وذلك أن الكرش إذا طحنت العلف ، صار أسفله فرثا ، وأوسطه لبنا خالصا لا يشوبه شيء ، وأعلاه دما ، وبينها حاجز من قدرة الله تعالى ، لا يختلط أحدها بالآخر بلون ولا طعم ولا رائحة ، مع شدة الاتصال ، والكبد مسلطة عليها ، تقسمها بقدرة الله تعالى ، فتجري الدم في العروق ، واللبن في الضرع ، ويبقى الفرث في الكرش ، فسبحان القادر على ما يشاء .
سائغا للشاربين سهلا لا يغص به شاربه . قرأ عن ابن ذكوان : (للشاربين ) بالإمالة ، بخلاف عنه ، فيه دليل لمن يقول ابن عامر ، وإن جرى مجرى البول ؛ لأنه لا يمتنع خروجه طاهرا وإن جرى مجرى البول ، كما لا يمتنع خروج اللبن من بين الفرث والدم طاهرا ، وهو مذهب بطهارة مني الآدمي الشافعي ، وقال وأحمد أبو حنيفة : هو نجس إلا أن ومالك عنده إن كان رطبا غسل ، وإن كان يابسا فرك ، وعند أبا حنيفة يغسل رطبا ويابسا . مالك
* * *