ومن الناس من يتخذ من دون الله أندادا يحبونهم كحب الله والذين آمنوا أشد حبا لله ولو يرى الذين ظلموا إذ يرون العذاب أن القوة لله جميعا وأن الله شديد العذاب .
[165] ومن الناس أي: المشركين.
من يتخذ من دون الله أندادا أي: أصناما يعبدونها.
يحبونهم كحب الله أي: يحبون آلهتهم كحب المؤمنين لله تعالى، ثم فضل محبة المؤمنين بقوله:
والذين آمنوا أشد حبا لله من حب الكفار الأنداد; لأن المؤمنين لا يعدلون عن الله تعالى بكل حال، والكافرون يعدلون عن أربابهم في الشدائد إلى الله تعالى، وإذا اتخذوا صنما، ثم رأوا أحسن منه، طرحوا الأول، واختاروا الثاني.
ولو يرى الذين ظلموا قرأ نافع، وابن عامر، : (ترى) بالتاء خطابا للنبي - صلى الله عليه وسلم -، معناه: لو ترى يا ويعقوب محمد الذين ظلموا; أي: أشركوا، في شدة العذاب، لرأيت أمرا عظيما. وقرأ الباقون: (يرى) بالياء، معناه: ولو يرى الذين ظلموا أنفسهم عند رؤية العذاب، لعرفوا مضرة الكفر.. [ ص: 236 ]
إذ يرون العذاب بالعين يوم القيامة. قرأ : (يرون) بضم الياء مجهولا، والباقون: بفتحها معلوما، و (إذ) للماضي، ووقعت هنا للمستقبل; لأن خبر الله عن المستقبل في الصحة كالماضي. ابن عامر
أن القوة أي: القدرة الإلهية والغلبة.
لله جميعا معناه: لرأوا وأيقنوا أن القوة لله. قرأ أبو جعفر، : (إن القوة)، و (إن الله) بكسر الألف فيهما على الاستئناف. ويعقوب
وأن الله شديد العذاب وتبدل من إذ يرون .